انهار الجزء الشمالي من إهراءات مرفأ بيروت المتصدعة بعد تكرار اندلاع النيران فيه، قبل أيام من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للانفجار المروع الذي دمر جزءا كبيرا من العاصمة. وفور انهيار الجزء المتصدع، غطى غبار كثيف أجواء مرفأ بيروت. ونقلت وسائل اعلام محلية أن صومعتين سقطتا على الأقل، في الجهة القريبة من المياه في الميناء وهي الجهة التي كانت النيران مشتعلة في الحبوب التي تحويها على مدار الأسابيع الماضية، وتعذر إطفاؤها بشكل كامل بسبب المخاوف من سقوط الصوامع المنهارة جزئيا منذ الانفجار على عناصر الإطفاء.
وأوضح مصدر من اطفاء بيروت أن كل جزء سقط من الصوامع يبلغ طوله نحو 64 مترا، مشيرا الى أن الأجزاء سقطت في أرضها ولا خطر على أحد.
وأكد مسؤولون أن الغازات المنبعثة ليست سامة انما شكلت صعوبة في التنفس عند من يعانون خاصة من مشاكل في الجهاز التنفسي، وناشدوا السكان بإغلاق نوافذهم، وارتداء الكمامات تجنبا لاستنشاق هذا الغبار المنبعث.
وتوقع وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية انهيار أجزاء جديدة من إهراءات القمح. وقال في اتصال مع «الجديد» أن الصوامع من الجهة الجنوبية انفصلت عن باقي المبنى وهي مهددة بالانهيار أيضا، ولكن ما يحصل لا يؤثر على حركة المرفأ.
وعلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الانهيار بالقول: «مهما حصل لن تمر جريمة المرفأ»، وارفق تغريدته بفيديو للحظة الانهيار.
وقال وزير البيئة ناصر ياسين إنه كان يجب هدم الأجزاء الآيلة للسقوط من إهراءات القمح في مرفأ بيروت وطالب «بالشفافية وتحقيق العدالة في قضية انفجار المرفأ». وكان ياسين قد حذر قبل 4 أيام من ارتفاع خطر سقوط أجزاء من الجهة الشمالية للصوامع، وأوضح أن بعضها لاتزال تحتوي حبوبا من القمح والذرة مقدرة بـ 3000 طن، مشيرا الى انها تعفنت نظرا لسقوط مياه الأمطار المترسبة عبر الصدوع في الصوامع على مدار عامين وكذلك تعرضها لحرارة الصيف المرتفعة والرطوبة العالية، وهو ما أدى إلى نشوء حالة تخمر نتج عنها ارتفاع حرارة الحبوب إلى ما فوق الـ 95 درجة مئوية مما أدى إلى اشتعالها تلقائيا.