بعد حوالي 23 عاما عادت ذكرى الغزو الصدامي الفاجر في محرم الحرام متوافقة مع 2 أغسطس، كما هو الحال في سنة 1990، ليرمز ذلك إلى أن العدوان وانتهاك الحرمات أصل في العقلية المجرمة مهما تبدل الزمان بكل مستجداته الحضارية، مثلما انتهكت حرمة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680م على يد الجيش الأموي، ألا فلعنة الله على الظالمين في كل مكان وزمان!
***
من منا لم تضغط عليه الحياة بآلامها وفواجعها، تارة بالهموم، وتارة بالوباء، وأخرى بالمرض، وفقد عزيز، وابتلاء بتقتير الرزق وبمشاكل شخصية، أو بمواجهة أخطار عظيمة تواجه الأمة!
فتسود الدنيا في الأعين، وتطبق الآلام على القلوب! فتعاضد النفس الأمارة بالسوء مع الشيطان الرجيم على مشاعر اليأس والقنوط!
ولكن منهج العظماء من الأنبياء وأهل بيت النبوة عليهم السلام، العمل والسعي بعقلانية، والتوكل على الله تعالى باللجوء إليه ومناجاته والانفتاح إليه، وإلقاء كل المتاعب بين يديه، وتفويض الأمر كله إليه، ليقدر الله تعالى ويفعل ما يشاء انه سميع بصير.
وهكذا كان الإمام الحسين عندما قام بنصيحة القوم الذين جاءوا لقتاله، وأعد العدة، والتجأ إلى الله تعالى قائلا: «اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته عني وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة».
«اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان، ولا التماسا من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسنتك وأحكامك».
[email protected]