- صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لـ«الوطني» كسرت حاجز المليوني متابع
- المجتمع الكويتي لديه طبيعة شابة وثقافة رقمية متطورة مقارنة بدول العالم
حاضر مساعد مدير عام إدارة التواصل في بنك الكويت الوطني عبدالمحسن الرشيد في «ماستر كلاس القبس» وهو البرنامج التدريبي الذي نظمته جريدة القبس وعقد في جامعة الشرق الأوسط الأميركية وحضره عدد كبير من الشباب الكويتي.
وسلط الرشيد خلال المحاضرة التي شهدت تفاعلا كبيرا ولافتا من الحضور الضوء على التغييرات الضخمة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في العلاقة التقليدية بين المؤسسات وعملائها وكذلك تأثيراتها الكبيرة على الصناعة المصرفية بوجه عام.
وقال الرشيد: مع وصول عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم إلى 4.2 مليارات مستخدم نشط وعبر منصات متعددة، فقد تغير وإلى الأبد نمط حياتنا واستثماراتنا والطريقة التي نتلقى بها الأخبار وكيفية ارتباطنا بالآخرين.
وأوضح أنه وخلال العام 2021، قضى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم ما مجموعه 3.7 تريليونات ساعة على هذه المنصات، وهو ما يعادل أكثر من 420 مليون سنة من الوجود البشري، مشيرا إلى أن بعض هذه المنصات لديها حجم تأثير اقتصادي يتخطى مئات المليارات من الدولارات، وهو ما يعادل حجم الناتج المحلي لبعض الدول، وملايين الوظائف حول العالم.
وقدم الرشيد شرحا للواقع الجديد الذي فرضته وسائل التواصل الاجتماعي على الأعمال التجارية كونها خلقت ما أصبح يسمى برأس المال الاجتماعي بسبب تأثيراتها الهائلة على الكثير من القطاعات الحيوية.
وشدد الرشيد على أن الوطني هو أول بنك في الكويت كانت لديه رؤية مبكرة ومسار استراتيجي لعملية تحول رقمي شاملة لكي يصبح بنك المستقبل فيما كانت لديه نظرة مختلفة لدور وسائل التواصل الاجتماعي في هذا التحول، حيث أسس البنك ديناميكية جديدة تستهدف المشاركة المباشرة مع عملائه والتحول من التفكير في معاملاتهم إلى التركيز على توطيد العلاقات معهم.
وأضاف أن تواجد البنك الفعال على وسائل التواصل الاجتماعي والذي بدأ منذ 14 عاما توج الآن بوصول عدد المتابعين لجميع وسائل التواصل الاجتماعي للبنك إلى مليوني متابع، وهو ما يعكس مواكبة البنك لكافة احتياجات عملائه وتقديم كل ما هو مبتكر وجديد والتواصل معهم باستمرار في أي مكان تواجدوا فيه وعلى مدار الساعة.
وأوضح الرشيد أن رؤية البنك الاستباقية لأهمية وسائل التواصل الاجتماعي كمحرك وقوى دافعة في مسار عملية التحول الرقمي للبنك جاءت استنادا لكون الكويت واحدة من أكثر دول العالم ارتباطا اجتماعيا عبر الإنترنت، حيث يستخدم أكثر من 98% من السكان وسائل التواصل الاجتماعي بشكل نشط.
وأكد أن المجتمع الكويتي لديه طبيعة شابة وثقافة رقمية متطورة حيث تمثل الفئة العمرية دون 35 عاما ثلثي سكان الكويت، موضحا أن البنك أطلق «وياي» كأول بنك رقمي مرخص بالكامل في الكويت لتلبية المتطلبات المصرفية لشريحة الشباب الكويتي.
وأشار إلى أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى تغيير العلاقة التقليدية بين المؤسسات والعملاء فمن خلالها اكتسب العملاء صوتا عاما يمكن أن يؤثر على الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل وكل ذلك برسالة واحدة.
وبين الرشيد أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر للمؤسسات والكيانات التجارية فرصا تتضمن جذب العملاء المحتملين وتعزيز الإيرادات من خلال الحملات الترويجية بالإضافة إلى طرح محتوى يساعد على زيادة «الاستحواذ الرقمي» على العملاء الجدد وتنمية المبيعات للعملاء الحاليين، هذا إلى جانب تعزيز مكانة العلامة التجارية وكذلك سهولة الوصول إلى جمهور مستهدف كبير وسريع النمو كونه متنقلا ومتصلا بالإنترنت ومتصلا اجتماعيا، بالإضافة إلى المشاركة المجتمعية ورفع الوعي وزيادة مستويات الشمول المالي بين شرائح المجتمع. وقال الرشيد إن منصات التواصل الاجتماعي تفرض أيضا تحديات تشمل الامتثال والأمان والخصوصية وكذلك الشكاوى والتعليقات السلبية، بالإضافة إلى طرق الاستجابة للأزمات وتلبية احتياجات الأجيال الشابة المتنامية وكذلك حماية البيانات العملاء، وأيضا اللوائح التي يتعين الامتثال لها عندما يتعلق الأمر بالإعلان والتسويق على وسائل التواصل الاجتماعي.
وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد ملعب
قال مساعد مدير عام إدارة التواصل في بنك الكويت الوطني عبدالمحسن الرشيد إنه وعلى عكس الاعتقاد الشائع فإن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد ملعب لجيل الألفية فقط، حيث يتم تمثيل المستخدمين من جميع الأعمار بشكل جيد في هذا العالم الاجتماعي، وخاصة على الثلاثة الكبار: Facebook وLinkedIn وTwitter. يشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاما أكبر نسبة من المستخدمين، ويستخدم 62% من البالغين على الإنترنت Facebook و20% من مستخدمي LinkedIn تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكبر.
وبين الرشيد أن عددا متزايدا من المستخدمين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي في دعم قراراتهم بالشراء أو الاستثمار، حيث يقول واحد من كل ثلاثة من جيل الألفية إنه اشترى منتجا بسبب مشاهدة فيديو ترويجي وفقا لتقرير حديث صادر عن Google.
آفاق مستقبلية
أشار الرشيد إلى أن الدراسات والتحليلات تؤكد أن هناك شيئا واحدا واضحا فيما يخص مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي وهو أن البنوك ستواصل الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أنه وفي استطلاع أجرته رابطة المصرفيين الأميركيين لأكثر من 1000 بنك توقع أكثر من نصف البنوك التي شملها الاستطلاع زيادة الإنفاق على موارد وسائل التواصل الاجتماعي بينما توقع 12% زيادة الإنفاق بشكل كبير و33% إبقاء الميزانية ثابتة بينما قالت 1% فقط من البنوك إنها تخطط لتقليل الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي.