دواء البنادول paracetamol هو أحد الأدوية الأكثر استخداما، حيث لا يكاد يخلو بيت من وجود هذا الدواء، لكن قليل من يعلم أنه اختراع ساقته العناية الإلهية وشغف العلماء بالعلم والغور في أسباره. بدأ حكاية اكتشاف هذا الدواء بعد أن قام صيدلي في مدينة ستراسبورغ بإعطاء مركب اسمه Acetanilide لمريض مصاب بديدان في الأمعاء ويعاني أيضا من ارتفاع في درجة الحرارة،
لاحظ الطبيب المعالج انخفاض درجات الحرارة عند المريض بعد تناوله للمركب Acetanilide وبعد استفسار الطبيب تبين انه وبالخطأ قامت الصيدلية بإعطاء مركب Acetanilide بدلا من النفثالين، وبعد أن تم اختبار مادة Acetanilide على الحيوانات المخبرية لوحظ أن المادة تقوم بخفض درجات الحرارة لدى الحيوانات المخبرية دون أن تتعرض لآثار جانبية خطيرة.
بعد تلك الخطوة اختبر الدواء على مجموعة من المرضى لكن ظهر عليهم عرض غريب وهو تغير بسيط في لون الجلد إلى اللون الأزرق!
قامت شركة باير Bayer الدوائية بالعديد من محاولات التعديل على مركب Acetanilide وبعد عدة اشتقاقات، ظهر مركب paracetamol الذي يحويه دواء البنادول، لم تكتمل الفرحة بظهور مركبنا الجديد فقد صاحب مع وجوده بعض من الشوائب التي أثرت على مأمونية الدواء حتى قامت شركة باير الدوائية وشركات دوائية أخرى بإنتاج مركب paracetamol كمركب مستحدث خال من أي شوائب.
هكذا كانت العناية الإلهية حاضرة مع إصرار العلماء وقوة ملاحظتهم ليسجل التاريخ الدوائي اكتشافه الأجمل والأقوى في العالم في خمسينيات القرن الماضي.