محمود عيسى
ذكرت وكالة «بلومبيرغ» الإخبارية ان إنتاج دول منظمة أوپيك من النفط الخام ارتفع خلال الشهر الماضي إلى أعلى مستوى في عامين، حيث نفذت الدول الخليجية الأعضاء في المنظمة تعهداتها بتخفيف الضغوط التي تعاني منها الأسواق العالمية، وبالتالي فقد رفعت المنظمة إنتاجها بواقع 270 ألف برميل يوميا في يوليو، واستحوذت السعودية على نحو ثلثي هذه الزيادة، وفقا لاستطلاع أجرته الوكالة.
ومضت إلى القول ان «أوپيك» وشركاءها توصلوا إلى اتفاق على تسريع عودة الجزء الأخير من الإمدادات التي توقفت خلال جائحة كورونا، لاسيما مع ارتفاع الطلب على النفط إلى ذروته في فصل الصيف وتعطل الإنتاج العالمي، ما دفع أسعار الوقود إلى مستويات تهدد الاقتصاد العالمي.
ويشير الاستطلاع الذي أجرته وكالة «بلومبيرغ» الى أن دول الشرق الأوسط في منظمة «أوپيك»، خاصة السعودية والإمارات والكويت، الأعضاء فعلت ما في وسعها للمساعدة في تهدئة الأسواق حتى الآن.
وفي التفاصيل، قالت ان السعودية رفعت إنتاجها بمقدار 180 ألف برميل يوميا إلى 10.78 ملايين برميل يوميا في يوليو، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020، كما ان الإمارات والكويت أضافتا أيضا أحجام تداول كبيرة في السوق، وبدت ليبيا في طريق مؤقت للتعافي بعد اتفاق لإعادة فتح موانئها.
وساعد إنتاج كميات إضافية من النفط الخام من قبل دول الخليج في تعويض الانتكاسات في أماكن أخرى، حيث يمثل إجمالي الارتفاع البالغ 270 ألف برميل في اليوم حوالي ثلثي الزيادة التي كان يتعين على أوپيك تحقيقها، وفقا لاتفاقها لتسريع استئناف الإمدادات التي كانت متوقفة.
ولكن بسبب عدم كفاية الاستثمارات في قطاع النفط وغياب الاستقرار السياسي والعقوبات المفروضة على بعض الدول المنتجة، فان معظم دول «أوپيك +» مازالت متخلفة كثيرا عن تحقيق أهدافها الانتاجية، منها على الأخص نيجيريا وانغولا وايران التي لاتزال عالقة في محادثات نووية متوقفة لتخفيف العقوبات الأميركية على تجارة الطاقة.
وانتهت بلومبيرغ الى القول انه مازال من غير الواضح ما إذا كانت كبرى الدول العربية الخليجية المنتجة للنفط مستعدة لبذل المزيد من الجهد للتعويض عن نقص الإنتاج من قبل نظيراتها المتعثرة من عدمه، فيما لايزال ممثلو الدول الاخرى قلقين بشأن ما قد يتعرض له الطلب على النفط من تهديد نتيجة الركود المحتمل في الاقتصاد الأميركي، والتأثير المستمر للإغلاقات المتعلقة بفيروس كورونا في الصين.
ويعتبر الحفاظ على استقرار الإنتاج عاملا منهما في تجنب حدوث قطيعة مع روسيا وهي عضو مهم في تحالف «أوپيك +» بسبب مواجهتها عقوبات نفطية متعلقة بالحرب في أوكرانيا.