قال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر إنه على الثوار والمعتصمين في المنطقة الخضراء البقاء حتى تحقيق مطالبهم، معلنا رفضه لدعوات الحوار وملمحا إلى المطالبة بانتخابات برلمانية مبكرة.
وأضاف الصدر في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب العراقي أن الإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية، قائلا:«ما بدأت الإصلاح إلا من داخل التيار الصدري ولسنا فوق الشبهات»، منوها أن الثورة في العراق بدأت «صدرية».
وشدد بالقول: «لن أقبل بإراقة الدماء ولن أبدأ بذلك» مضيفا:«لست طالبا للسلطة بل للإصلاح».
واتهم زعيم التيار الصدري القضاء العراقي ضمنا بتبرئة المتورطين في قضايا فساد.
جاء ذلك غداة مشاورات سياسية مكثفة هدفت إلى تطويق ازمة المظاهرات والاعتصامات في البرلمان والمنطقة الخضراء، وحاولت التوصل لـ«خارطة طريق» للتهدئة والحل ترضي جميع الأطراف لاسيما التيار الصدري وخصومه السياسيين ممثلين في قوى«الإطار التنسيقي».
فقد أكد الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال لقائهما بالعاصمة بغداد أمس على أهمية تكاتف الجميع ورص الصف الوطني.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية العراقية أوردته وكالة الانباء الرسمية (واع) أنه «جرى خلال اللقاء، بحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الأخيرة، حيث تم التأكيد على أهمية ضمان الأمن والاستقرار، والتزام التهدئة والركون إلى حوار حريص ومسؤول يبحث الأزمة ويضع خارطة طريق واضحة وحلولا تحمي المصلحة الوطنية العليا وتطمئن المواطنين وتحقق مصالحهم وتطلعاتهم».
وأشار البيان الى انه «تم التأكيد على أهمية تكاتف الجميع ورص الصف الوطني وتمتين الجبهة الداخلية، والحؤول دون أي تصعيد يستغله المتربصين بالعراق وشعبه، واليقظة والحذر من محاولات فلول الإرهاب في زعزعة الأمن والاستقرار، ودعم الأجهزة الأمنية البطلة للقيام بواجباتها على أكمل وجه».
كما ناقش الكاظمي مع هادي العامري رئيس تحالف «الفتح» المنضوية تحت لواء «الإطار التنسيقي» الشيعي، مستجدات الوضع السياسي وإيجاد السبل الكفيلة بالخروج من الأزمة الحالية.
وذكر المكتب الإعلامي للعامري، في بيان أن الجانبين ناقشا آخر مستجدات الوضع السياسي وايجاد السبل الكفيلة بالخروج من الأزمة الحالية والتوصل الى حلول منطقية ترضي كل الأطراف.
وقال البيان «نؤكد ما اكدناه سابقا انه لا حل للازمة الحالية الا عبر تهدئة التشنجات وضبط النفس والجلوس على طاولة الحوار البناء الجاد».
وأضاف «لذلك نؤيد ما جاء ببيان رئيس مجلس الوزراء بخصوص الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد».
من جهتها، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة في بيان أن «الحوار الهادف بين جميع الأطراف العراقية الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، حيث أظهرت الأحداث الأخيرة الخطر السريع للتصعيد في هذا المناخ السياسي المتوتر».
وأضافت «نناشد الجهات الفاعلة كافة الالتزام والمشاركة بفاعلية والاتفاق على حلول من دون تأخير».
الى ذلك، أعلنت السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوسكي أن الولايات المتحدة لن تتدخل في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وأكدت رومانوسكي خلال اجتماعها مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أن واشنطن «تتطلع إلى تشكيل حكومة عراقية قوية قادرة على الحفاظ على سيادتها ومنفتحة على المجتمع الدولي».