- البحرين تمتلك ريادة تعليمية كبيرة.. والتعليم النظامي للفتيات بدأ منذ 94 عاماً
- مساق في العام الدراسي 2006/2005 يطبق ضمن المرحلة الثانوية كمتطلب للتخرج
المنامة ـ هناء السيد
مملكة البحرين الشقيقة تتميز بريادة تعليمية كبيرة في منطقة الخليج العربي، فبعد 6 سنوات من الآن ستحتفل المملكة بمرور 100 عام على بدء التعليم النظامي الخاص بالفتيات والذي كان في العام 1928، وذلك بعد نحو 9 سنوات فقط من البداية الحقيقية لقيام التعليم النظامي الرسمي الوطني في البحرين في العام 1919.
وليس من المستغرب في خضم الجهود المتواصلة نحو تعزيز التحول من الاقتصاد القائم على النفط إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، أن ينصب التركيز على التعليم باعتباره محور الاهتمام الرئيسي في الرؤية المستقبلية لمملكة البحرين 2030، حيث تعمل المملكة على رفع المعايير ومستوى الأداء في مدارسها ومؤسساتها الخاصة بالتعليم المهني وجامعاتها من خلال التركيز على أنظمة التعليم بالمنطقة وقياس معدلات نجاحها النسبية في ظل وجود سوق عالمي تنافسي بصورة متزايدة.
وتفخر المملكة بأن معدلات التعليم تعد من بين أعلى المعدلات في العالم العربي ووصلت معدلات التعليم إلى نتائج مذهلة، ويرجع السبب وراء هذا المعدل المرتفع للتعليم إلى أن القوانين بمملكة البحرين تنص على إلزامية التعليم، كما أنها تسير على مبادئ عدة منها التعلم من أجل الوجود، التعلم من أجل المعرفة، التعلم من أجل العمل، والتعلم من أجل التعايش مع الآخرين.
لقد أنشئت أول مدرسة حكومية للبنين في عام 1919 وكانت تسمى «مدرسة الهداية الخليفية»، ثم بعد ذلك أنشئت أول مدرسة حكومية للبنات في عام 1928، وكانت تسمى «مدرسة خديجة».
«الأنباء» التقت وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين د.ماجد بن علي النعيمي الذي تحدث عن تميز العلاقات الكويتية ـ البحرينية لاسيما في مجال التعليم، وكذا عن أحوال التعليم في المملكة، وغير ذلك من الموضوعات التي تفاصيلها في السطور التالية:
في البداية، ما الذي قامت به مملكة البحرين خلال العقدين الأخيرين في مجال تعزيز تكافؤ الفرص بين الإناث والذكور في التعليم؟
٭ تعمل مملكة البحرين على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للألفية، بتوفير تعليم نوعي للجميع، وتعزيز المساواة بين الذكور والإناث على هذا الصعيد، حيث تشهد التقارير الصادرة عن منظمة اليونسكو حول التعليم للجميع أن المملكة قد حققت تقدما كبيرا في مجال تكافؤ الفرص في التعليم بين البنين والبنات، مما صنف البحرين دائما ضمن الدول ذات الأداء العالي في تحقيق أهداف التعليم للجميع.
وتضطلع المرأة البحرينية اليوم بدور مميز في قطاع التعليم، الذي أصبحت تشكل فيه أغلبية القوى العاملة، معلمة واختصاصية ومسؤولة على قطاعات مهمة في التعليم، كما تحظى البنات في التعليم النظامي بمكانة بارزة، فالطالبات ينافسن الطلاب في مجالات التعليم كافة، بما في ذلك التعليم الفني والمهني، من خلال إتاحة التخصصات الفنية والتقنية الملائمة للطالبات، مثل صيانة الأجهزة الطبية وريادة الأعمال والابتكار والإلكترونيات الرقمية وتخصصات المسار الهندسي.
كما أن الطالبات أصبحن يشكلن الكتلة الأكبر من خريجي المرحلة الثانوية، ويحصلن على النسبة العالية من مراكز التفوق، ويشكلن في جامعة البحرين أكثر من 70% من أعداد الطلبة، وتلك مؤشرات واضحة على المكانة التي حققتها المرأة في التعليم.
وتحرص وزارة التربية والتعليم سنويا على الاحتفال بيوم المرأة البحرينية، والذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام، حيث يحظى هذا الاحتفال باهتمام واسع من قبل جميع المؤسسات الرسمية والأهلية في مملكة البحرين، ومنها المؤسسات التعليمية، إذ لا يخفى أن هذه المناسبة أصبحت فرصة لتسليط الضوء على المحطات الكبرى في مسيرة عطاء ومشاركة المرأة البحرينية في عجلة التنمية الوطنية، في مختلف المجالات.
وتفخر الوزارة بأن أول احتفال بهذه المناسبة، والذي تم في العام 2008 تحت رعاية وحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، قد تم تخصيصه لتكريم المرأة في قطاع التعليم، كما تم اعتماد شعار «قرأت.. تعلمت.. شاركت» لجميع الاحتفالات التي تمت لتكريم المرأة البحرينية في جميع القطاعات، من منطلق الإيمان بأهمية التعليم في دعم مسيرة المرأة وتحقيقها للإنجازات.
تطوير المناهج
ما الذي قامت به وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين على صعيد تطوير المناهج لتكون مواكبة لمهارات القرن الحادي والعشرين؟
٭ إن تطوير المناهج يرتكز بصورة أساسية على نتائج عملية المراجعة والتقويم التي تتم من خلال متابعة التطبيق الميداني، ونتائج الامتحانات والمسوحات والمسابقات والتوجهات الدولية، والامتحانات الوطنية وإجراء المقارنات مع الدول الأخرى، إلى جانب دراسة توجهات خطط التنمية واحتياجات سوق العمل، واستحداث تخصصات جديدة، وتطوير الكتب المدرسية وفقا لأحدث المستجدات العلمية والتربوية.
وفي هذا السياق، قامت الوزارة بطرح مقررات دراسية جديدة في مواضيع متعلقة بالذكاء الاصطناعي والطاقة البديلة والروبوتات والإلكترونيات الرقمية والتجارة الإلكترونية، إلى جانب تضمين المواد الدراسية مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل التمكين الرقمي والتفكير الناقد وحل المشكلات والإبداع والابتكار، إضافة إلى حوسبة المناهج الدراسية، بتحويل الكتب الورقية إلى رقمية وإنتاج مواد إثرائية رقمية، وإتاحتها عبر البوابة التعليمية، والتي تجاوز العدد الكلي للزيارات واستعمال ما تحتويه المنظومة الإلكترونية من مواد تعليمية متنوعة منذ بدء الجائحة إلى الآن 134 مليون زيارة متكررة من قبل الطلبة وأولياء أمورهم والميدان التربوي.
«مساق خدمة المجتمع»، متطلب لتخرج الطالب البحريني من الثانوية العامة، ما فكرة وتفاصيل هذا المساق؟
٭ يقصد بمصطلح «خدمة المجتمع» أن يقوم الطالب بعمل تطوعي، دون مقابل مادي، في مؤسسات المجتمع المختلفة، مما يعود بالنفع على المجتمع داخل البيئة الاجتماعية (المدرسية) أو العامة (الخارجية).
واستحدثت الوزارة هذا المساق في العام الدراسي 2005/2006 ليتم تطبيقه ضمن المرحلة الثانوية كمتطلب أساسي للتخرج، ويهدف هذا المساق إلى إكساب الطلبة سلوكيات التواصل الاجتماعي، وتزويدهم بمهارات وقدرات المشاركة المجتمعية، وتنمية قيم التكافل والتسامح، وتعزيز العمل التطوعي لديهم، وتعزيز روح المواطنة في نفوسهم.
ويمر المساق بمرحلتين أثناء تطبيقه، لإنجاز 60 ساعة دراسية معتمدة، المرحلة الأولى داخل البيئة المدرسية، وتنقسم إلى الإطار النظري 6 ساعات دراسية معتمدة، والإطار التطبيقي الذي يتم خلاله اختيار مجال أو أكثر من مجالات خدمة المجتمع وتنفيذ النشاطات اللازمة داخل المدرسة بمعدل 24 ساعة معتمدة، أما المرحلة الثانية فتكون خارج المدرسة، من خلال المشاركة في الأنشطة في مؤسسات المجتمع الرسمية بمعدل 30 ساعة معتمدة.
وقد قدم الطلبة المشاركون خلال السنوات الماضية نماذج مشرفة، بتفانيهم والتزامهم بتأدية واجبهم في خدمة المجتمع على الوجه الأمثل، حيث حصدت الوزارة العديد من رسائل الشكر والثناء من الجهات الحكومية لما بذله الطلبة من جهود خلال أدائهم المهام الموكلة إليهم.
تعاون تعليمي بين الجهات المختصة في البلدين
تحدث د. النعيمي عن العلاقات البحرينية ـ الكويتية على الصعيد التعليمي، فقال: تتميز العلاقات بين مملكة البحرين والكويت الشقيقة بأنها علاقات أخوية وثيقة وراسخة على جميع الأصعدة، ومن بينها الصعيد التعليمي، في تجسيد واضح لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، في ظل قيادتيهما الحكيمتين يحفظهما الله ويرعاهما، وهي تجسد أنموذجا للعلاقات بين الأشقاء.
وهناك طلبة من كلا البلدين يكملون دراساتهم في الجامعات المختلفة فيهما، ونحن في مملكة البحرين نرحب دائما بالأشقاء الطلبة من الكويت، ونقدم لهم كل التسهيلات للالتحاق بمؤسسات التعليم الحكومية والخاصة.
وتشارك البحرين في المسابقات التي تنظمها الكويت، وتحصد فيها نتائج متقدمة، حيث فازت الوزارة بجائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية، في دورتها ٢٠، عن مشروع البوابة التعليمية (تعلم)، ، كمنصة إلكترونية وتطبيق ذكي، كما تشارك طالبات مملكة البحرين دوريا في مبادرة ابتكار الكويت لأبحاث ومشاريع الطالبات (مسابقة الشيخة فادية السعد الصباح العلمية) ويحصلن على مراكز متقدمة.
أول نموذج للمدرسة الشاملة بمراحلها الثلاث
حول مدرسة سمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة الشاملة للبنات، قال د.ماجد النعيمي: تعتبر مدرسة سمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة الشاملة للبنات أول نموذج للمدرسة الشاملة التي تضم المراحل التعليمية الثلاث في مكان واحد، مع الحفاظ على خصوصية كل مرحلة دراسية، وتتميز هذه المدرسة الحديثة التي تم افتتاحها في العام 2019، والتي تبلغ مساحتها 50000 متر مربع، وتبلغ مساحة البناء فيها 26500 متر مربع، بأنها تضم مختبرات علمية متطورة، وصفوفا دراسية مجهزة بالتقنيات الرقمية، وصفوفا مهيأة لاحتضان ذوي الاحتياجات الخاصة، وصالات واسعة متعددة الأغراض، كما تتميز جميع مبانيها بأنها صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، وتتمتع بنظام التكييف المركزي، ووجود مصاعد للطلبة في كل مبنى، وتتميز بالمرونة والقابلية للتوسع.
وقد حظيت المدرسة بإشادة العديد من الوفود التي قامت بزيارتها، ومن بينهم أصحاب المعالي والسعادة رؤساء وأعضاء المجالس والبرلمانات بالدول العربية، والممثلون عن المنظمات المعنية بالتعليم، والذين قاموا بزيارة للمدرسة على هامش مشاركتهم في إطلاق وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي، بوصفها نموذجا رائعا لتطور المسيرة التعليمية في المملكة، في العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله، حيث تجمع هذه المؤسسة المدرسية المتميزة بين الحداثة في التصميم الإنشائي المواكب للمستجدات، وبين توافر جميع مقومات التنشئة الطلابية المتكاملة أكاديميا وتربويا واجتماعيا وصحيا وفي مجالات الموهبة والإبداع المختلفة، مع تفردها باحتضان المراحل التعليمية الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية، وبوجود كادر إداري وتعليمي وفني قادر على تشغيلها بالصورة المرجوة.
كما بذلت المدرسة جهودا للاستمرار في إحياء المناسبات الدولية، على الرغم من ظروف الجائحة، مما أهلها للحصول على تكريم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) نتيجة لهذه الجهود.