توالت الإدانات الدولية والإقليمية للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي اوقع عشرات القتلى والجرحى حتى الآن.
فقد أعرب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن قلقه البالغ إزاء «التصعيد المستمر» في القطاع، بما في ذلك القتل المستهدف لأحد القادة الفلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي داخل غزة.
وقال وينسلاند في بيان امس «أشعر بحزن عميق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات في هذه الضربات.. لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لأي هجمات ضد المدنيين»، داعيا جميع الأطراف إلى تجنب مزيد من التصعيد.
ولفت إلى أن التقدم المحرز في فتح غزة تدريجيا منذ نهاية التصعيد في مايو الماضي مهدد بالتراجع، مما يؤدي إلى احتياجات إنسانية أكبر في وقت تتعرض الموارد العالمية لضغوط، ولن يكون الدعم المالي الدولي لجهود إنسانية متجددة في غزة متاحا بسهولة.
وفي بيان منفصل، أشارت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر إلى مقتل الطفلة الفلسطينية آلاء، ذات السنوات الخمس، وإصابة طفل واحد على الأقل بجراح في قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
ودعت جميع الأطراف إلى بذل كل ما في وسعها لمنع المزيد من العنف، مضيفة «نزاع آخر لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والمزيد من الحزن.. المطلوب هو حل طويل الأمد لهذا النزاع».
من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه يتابع بـ«قلق كبير» أحدث التطورات في قطاع غزة، داعيا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وشدد المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية بيتر ستانو في بيان على أن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد والخسائر في الأرواح. وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة تؤكد مجددا الحاجة إلى استعادة أفق سياسي وضمان وضع مستدام في قطاع غزة.
بدورها، أعربت روسيا الاتحادية عن قلقها العميق إزاء التطورات في قطاع غزة، مؤكدة موقفها الداعم لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 على أساس قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن «شن القوات الجوية الإسرائيلية هجمات على قطاع غزة أدى إلى موجة جديدة من تصاعد التوتر تهدد بأن تتحول إلى مجابهة عسكرية واسعة النطاق وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المتدهورة أصلا».
ودعت الوزارة الأطراف المعنية إلى ضرورة إبداء أكبر قدر من ضبط النفس وعدم السماح بتصاعد حدة التوتر المسلح والعودة للالتزام بنظام وقف إطلاق النار الدائم. وفي سياق متصل، دعا الأردن إلى «الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي المدان» على قطاع غزة، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف التصعيد وتوفير الحماية للفلسطينيين.
وحذر الناطق الرسمي باسم الخارجية الاردنية هيثم أبوالفول «من التبعات الخطيرة للتصعيد الإسرائيلي وترويع المدنيين الذي لن يؤدي إلا لزيادة التوتر والعنف وتعميق بيئة اليأس». وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الفلسطينيين «ليسوا وحدهم» في مواجهة اسرائيل، وذلك خلال استقباله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، غداة غارات اسرائيلية على قطاع غزة. كما أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة وقتله المدنيين الفلسطينيين وإصابة العشرات منهم واستهداف أطفالهم ونسائهم.
واستنكر الأزهر في بيان ما وصفه بـ«الصمت العالمي غير المعقول وغير المقبول» الذي «يمنح قوات الاحتلال تشجيعا لا أخلاقيا ولا حضاريا لمواصلة انتهاكاته في حق الإنسان والإنسانية واعتداءاته المتكررة في حق أخواننا الفلسطينيين الأبرياء».