- الخالدي: لا توجد أماكن ترفيهية في الكويت سوى أن نأخذ الأبناء إلى البحر ونتمنى أن تهتم الدولة أكثر بإقامة أماكن خاصة للأطفال
- الشيخ: المدينة الترفيهية كانت متنفساً للجميع والآن أصبحت الألعاب داخل المولات التجارية وأسعارها مرتفعة ولا تناسب جميع الأعمار
- الراشد: الكويت تفتقر إلى الأماكن الترفيهية الحقيقية والكثير من الناس يسافرون إلى دول خليجية أخرى أو البلاد الأجنبية للترفيه
- عباس: نحتاج إلى حلول طويلة الأمد لكل أيام العام وليس لفترة الصيف فقط فالأماكن والإمكانات متوافرة وينقصنا العمل الجاد
- أم علي: «الجائحة» جعلت أطفالنا يجلسون في المنازل لأوقات طويلة ونطالب الجهات المعنية بإنشاء أماكن للترفيه تكون متنفساً لهم
أجرت التحقيق - ندى أبونصر
مع ارتفاع درجات الحرارة وفي ظل العطلة الصيفية ومع قلة الأماكن الترفيهية في الكويت، يفكر الكثير من الناس في السفر الى الخارج وبعضهم سافر بقصد الترفيه، وبالأخص من لديهم أطفال وبحاجة لأن يخلقوا لهم بعض الأجواء الترفيهية المرحة.
ولمتابعة بعض الآراء حول الحاجة إلى أماكن ترفيهية ومراكز للألعاب المتنوعة قامت «الأنباء» بجولة استطلاعية، حيث عبر عدد من المواطنين عن شعورهم بالألم لعدم وجود مدن ترفيهية وأماكن للتسلية كمتنفس لأبنائهم، خصوصاً الأطفال الذين بات متنفسهم الوحيد البقاء في البيوت وفي أيديهم الأجهزة والألعاب الإلكترونية التي بات تأثيرها السلبي ملاحظا عليهم بشكل كبير.
كما أشار بعض ممن التقيناهم إلى أن الذهاب الى البحر هو الخيار الوحيد، ومع ذلك لا توجد على الشواطئ أي خدمات ترفيهية من ألعاب وغيرها، وأنهم في ظل عدم توافر أماكن الترفيه المخصصة لهم، أن كثيرا من العائلات ليست لها القدرة المادية على تكاليف ومصاريف السفر خارج البلاد، كما أن أسعار الألعاب في بعض المجمعات مرتفعة مقارنة بأنواعها والمدة الزمنية التي يقضيها الأطفال فيها، مطالبين بإقامة مواقع للألعاب بأسعار مناسبة والاهتمام بالأماكن السياحية داخل الكويت لتصبح واقعا ملموسا تجذب السياح من الخارج والداخل، وان تكون هناك حلول جذرية لهذه المسألة على مدار العام خصوصا أن الكويت تتمتع بأجواء رائعة خلال الربيع والشتاء،
وهناك إمكانات مادية، فلماذا لا تكون بلدا سياحيا؟، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، تحدث أبو عبدالله لـ «الأنباء» قائلا: لا توجد عندنا أماكن ترفيهية في الكويت، فلا توجد ألعاب سوى في بعض المجمعات التجارية، وغير ذلك لا توجد أي نشاطات يمكن أن تدخل البهجة إلى قلوب الأطفال، وبقية الأماكن تعاني من غلاء الأسعار بشكل كبير كالفنادق رغم عدم توافر أي رفاهية فيها، إضافة الى المناخ وقسوة الصيف، ولهذا يجب أن تقام أماكن ترفيهية خاصة للأطفال وبأسعار معقولة للجميع، فالكويت بلد جميل ويمتلك وفرة مالية ورخاء اقتصاديا، ولكن للأسف ومن المحزن أن السياحة لدينا في أدنى مستوياتها، متسائلا: لماذا تمت إزالة الكثير من الأماكن الترفيهية والتي لم يتم إيجاد أو إنشاء بدائل لها كالمدينة الترفيهية ومنتزه الشعب والأكوابارك وغيرها والتي نتمنى أن تتم إقامة أماكن مثلها بل وأفضل منها ليستمتع الأبناء بالألعاب وقضاء الأوقات الجميلة والخروج من أجوار الألعاب الإلكترونية التي تؤثر عليهم وعلى صحتهم.
أماكن للأطفال
بدورها، قالت بدور الخالدي إنه لا توجد أي أماكن ترفيهية في الكويت سوى أن نأخذهم الى شواطئ البحر ونتمنى أن تهتم الدولة أكثر بإقامة أماكن خاصة للأطفال، ففي السابق كان الوضع أفضل وكانت بعض الأماكن التي تم ردمها موجودة، وللآن لم تتم اقامة أماكن جديدة، ولماذا لا تكون لدينا أماكن مميزة مثل باقي الدول التي كنا نسبقها في الكثير من المجالات.
وأضافت الخالدي: نحب أن نقضي الوقت داخل الكويت ولا نفضل السفر، ولكن بنفس الوقت لا نعرف كيف نجعل أطفالنا يستمتعون بأوقاتهم بألعاب يفرغون فيها طاقاتهم بعيدا عن الألعاب الإلكترونية وأضرارها، كما أن الشواطئ بحاجة إلى اهتمام.
من جانبه، قال ابو محمد الشيخ: كانت المدينة الترفيهية متنفسا للجميع والآن أصبحت جميع الألعاب موجودة داخل المولات التجارية وأسعارها مرتفعة جدا بالنسبة للألعاب الموجود فيها ولا تناسب جميع الأعمار خصوصا الشباب، وكثير من العائلات التي لديهم عدد من الأطفال ودخلها محدود لا تستطيع الذهاب اليها، كما أن السفر أصبح مكلفا جدا وبالأخص بعد جائحة «كورونا» ارتفعت كثيرا أسعار التذاكر وأصبح السفر يحتاج إلى ميزانية كبيرة.
ولهذا يجب على الحكومة إنشاء أماكن ترفيهية بشكل مباشر أو الاتفاق مع كبار التجار لإقامة الأماكن الترفيهية لتنشيط السياحة الداخلية في جميع المجالات وتقديم الدعم والتسهيلات، فهناك إهمال كبير في هذا الجانب بالكويت بلد الخير، وهناك وفرة مالية ولكن يجب استغلالها بشكل صحيح.
بدورها، قالت ام سعد الراشد العنزي لـ «الأنباء»: الكويت تفتقر الى الأماكن الترفيهية والكثير من الناس يسافرون الى دول خليجية اخرى أو بلاد أجنبية للترفيه، ولهذا يجب ان يتم تنشيط هذا الجانب وإقامة الأماكن الترفيهية المتعددة، أين نأخذ أطفالنا فهناك الكثير من المساحات في الجهراء والأحمدي وغيرهما يمكن العمل على اقامة العديد من الأماكن الترفيهية فيهما لأن الكثير من العائلات ليست لديها إمكانية للسفر وبالأخص من لديهم عدد من الأطفال، فيضطرون لأن يأخذوا قرضا ليسافروا هم وعائلتهم، وهذا شيء غير معقول، والكويت بلد يوجد فيه خير كثير ويجب أن تكون من افضل البلدان على جميع الأصعدة، والكل عندما يسافر إلى دول حتى أفقر من الكويت يلاحظ انتشار مدن الألعاب وأماكن الترفيه في معظم المدن حتى الصغيرة منها وبأسعار رخيصة جداً.
حلول واقعية
من جانبه، قال فاضل عباس: لدي عيال ولا أعرف أين آخذهم، فلا يوجد الا البحر وللاسف تعبنا ونحن نتكلم من دون فائدة، فأين المستثمرون وأين المشاريع الحيوية، كله كلام في الهواء فمن قبل كانت هناك المدينة الترفيهية وعدة أماكن اخرى، بينما الآن لا يوجد شيء من هذا ونحتاج الى حلول واقعية وطويلة الأمد لكل أيام العام وليس لفترة الصيف فقط، فالسفر لا علاقة له بهذا الأمر، وممكن ان يسافر الشخص لفترة وجيزة للترفيه، ولكن نحن نعاني دائما من عدم وجود أماكن يستطيع ان يمضي فيها أطفالنا أوقاتهم.
بلد الخير
من ناحيتها، قالت أم علي: أشعر بأن هذه الأجيال ظلمت كثيرا فأيام زمان كانت افضل بكثير، وكانت هناك أماكن ترفيهية أكثر في الكويت، والآن نحن نضطر لأن نسافر ونأخذ أطفالنا لكي نجعلهم يستمتعون قليلا بالأخص بعد الجائحة التي جعلتهم يجلسون في المنزل لوقت طويل، ونطالب الجهات المعنية في الحكومة بأن تقيم أماكن ترفيهية في جميع مناطق الكويت والاهتمام بالشواطئ وتوفير الخدمات وأماكن ألعاب للأطفال، وكذلك الحدائق العامة التي يكاد يخلو معظمها من الألعاب المناسبة لهم، ولكي يكون هناك متنفس فالكويت بلد خير، ويجب ان تنافس باقي الدول في تنشيط السياحة سواء الداخلية أو الخارجية خصوصا أن الإمكانات متوافرة والأماكن موجودة.
الحربي لـ«الأنباء»: اللعب والترفيه من أهم أسس التربية
يوسف غانم
أكد الخبير التربوي مبارك الحربي أن اللعب والترفيه والتسلية من أهم أسس وعوامل التربية سواء ضمن الأسرة أو المجتمع وكذلك المدرسة، مشيرا إلى أن اللعب من الحقوق الأساسية للأطفال واليافعين وحتى الشباب.
وفيما يتعلق بغياب مراكز الترفيه العامة وحتى الخاصة، قال الحربي ان هذا الأمر غريب أن يحدث في الكويت التي كانت مثالا في تقديم الأفضل على مستوى الخليج، كما كانت متميزة في الكثير من النواحي والأمور التي بتنا نفتقدها بشكل كبير.
وأشار الحربي إلى أن للألعاب دورا كبيرا في العملية التربوية وتنشئة الأبناء سواء من حيث تفريغ الطاقات أو المشاركة والتجريب خصوصا في الألعاب التي تبدو غريبة وصعبة نوعا ما وكذلك التحفيز على الجرأة والمغامرة وإثبات المقدرة لاسيما بين الأقران، فالطفل يتشجع عندما يرى نظيره يقدم على فعل ما أو تجربة لعبة كان يخاف منها، وأيضا تلعب وسائل الترفيه دورا إيجابيا في تكوين شخصية الأبناء من حيث اللعب الجماعي والتعاون والمنافسة والتحدي بأسلوب بسيط وبعيد عن المخاطر كون تلك المراكز الترفيهية عادة ما تكون خاضعة لشروط وقواعد عمل محددة من حيث الأمان وكذلك أعمار الأشخاص الذين يلعبون فيها، إضافة إلى أن العديد من الألعاب تتم دراسة تأثيراتها النفسية والجسدية على الأطفال واليافعين من حيث الأشكال والألوان وحتى توزيعها المكاني داخل مراكز الترفيه.
ودعا الحربي الجهات المعنية إلى الاهتمام أكثر بالجانب الترفيهي سواء القطاع العام أو الخاص أو من خلال التعاون المشترك بينهما، متمنيا أن تكون لدينا في الكويت مراكز ومدن ترفيهية في جميع محافظات الكويت، وأن تكون الألعاب فيها مجانا أو بأسعار رمزية لتتمكن جميع العوائل من اصطحاب ابنائهم والترفيه عنهم من دون أن يشكل ذلك عبئا عليهم.
العنجري لـ «الأنباء»: الأنشطة الترفيهية من الضروريات
عاطف رمضان
قالت الوكيلة السابقة لقطاع السياحة والمديرة العامة لشركة «ليدرز غروب للاستشارات»، نبيلة العنجري إن غياب الأماكن السياحية والأنشطة الترفيهية في الكويت من القضايا المؤرقة للمجتمع الكويتي، موضحة أن الترفيه ليس من الكماليات، بل من الضروريات خاصة للأطفال والشباب، كما أن الكثير من المواطنين يقترضون من البنوك من أجل استكمال نفقات السفر.
ولفتت العنجري إلى أن إنفاق الكويتي سنويا على السياحة والسفر والترفيه يبلغ 10% من دخله بحسب بعض الدراسات، حيث يتصدر المرتبة الأولى خليجيا والسادسة عالميا على مستوى متوسط إنفاق الفرد، كما أن الحكومة في حال أنفقت في الداخل عشر ما ينفقه الكويتيون على السياحة الخارجية ضمن برنامج يمتد لعدة أشهر لتمكنت من استنهاض السياحة المحلية، فمن الضروري تطوير البيئة السياحية المحلية في جميع المجالات، منوهة الى أن السياحة لا تكون سياحة أصيلة ودائمة اذا لم تكن جزءا من البيئة المناخية والثقافية، والتراثية.
ولفتت الى أن المجمعات الحديثة والمطارات والملاهي والألعاب لا تكفي لتشكيل بيئة سياحية جاذبة لأي دولة بل يجب أن تقترن بمشاريع ومرافق ومنشآت تعكس هويتها التاريخية والوطنية، مثل المتاحف والآثار والفنون والمهرجانات المحلية.
وذكرت أن نجاح مشروع مدينة الحرير والمنطقة الاقتصادية الشمالية وغيرها من المشاريع مرهون بوجود قطاع سياحي وترفيهي داخلي نشط.
وعن المشاريع التي تناسب طقس الكويت، قالت العنجري: مشاريع الجزر وأنشطة السياحة الرياضية والسياحة الصحراوية أو الطبيعية أو البيئية تناسب طقس الكويت ومن الممكن أن تحقق نجاحا كبيرا.