كان المرحوم بإذن الله الشاعر الحاج علي المتروك له اهتمام خاص بمناسبة عاشوراء وشهادة سبط الرسول الأعظم ولم تكن تفته تلك المأساة إلا ويرفق تاريخها بقصيدة او اكثر، ومما نظم فيها القصيدة التالية:
ما تَحَمَّلْتَ مِنْ عَظِيمِ الْبَلاءِ
صارَ نَهْجاً وشِرْعَةً لِلْوَفاءِ
فلَنِعْمَ الأخُ النَّصُوحُ الْمُضَحِّي
لِأَخِيْهِ الْحُسينِ في كَرْبَلاءِ
يا أبا الْفضلِ مَنْ أَبُوهُ عَلِيٌّ
هازِمُ الشِّركِ سَيِّدُ الأوْصياءِ
بَطَلُ الْعَلْقَمِي ساقِي الْعَطاشَى
لم تَنَلْ مِنْهُ دَعْوَةُ الطُّلَقاءِ
بَذَلَ النَّفْسَ والنَّفِيْسَ وضَحَّى
عن يَقِينٍ لا عن هَوىً أو إِخاءِ
لازمَ السِّبْطَ مُنْذُ كانَ صَغِيراً
حاضِراً لِلْفِداءِ يَومَ الفِداءِ
ولَهُ هِمَّةٌ تَهُدُّ الرَّواسَيْ
ولِقاءُ الْأقْرانِ في الْهَيْجاءِ
أَيُّ عَزْمٍ هذا وأَيُّ ثَباتٍ
فَهْوَ مِنْهُ في الْبَدْءِ والْانْتِهاءِ
يا لِواءَ الْعَبّاسِ مُنذُ قُرُونٍ
أنتَ عِنْوانُ ثَوْرَةِ النُّجَباءِ
لم تَزَلْ خافِقاً تُثِيرُ الْبُطُولاتِ
وتَرْوِي للنّاس مَعْنَى الْإباءِ
يا لِتلكَ الدِّماءِ في الطَّفِّ سالَتْ
فغدا يَنْعُها جَزِيلَ الْعَطاءِ
هِيَ نُورٌ يُضِيءُ في عَتْمَةِ الليلِ
ورَمْزٌ لِلنُّبْلِ والْكِبْرياءِ
هذِهِ كَرْبلاءُ تَنْبُضُ حُبّاً
رَغْمَ سَيْلِ الدِّماء والأشلاءِ
ثَوْرَةٌ زادَها الزمانُ شُمُوخاً
فاسْتَطالَتْ بِنُورِها الْوَضَّاءِ
فَتَرَى النَّاس يُهْرَعُونَ إلْيها
بِخُشُوعٍ في صُبْحِهِمْ والْمَساءِ
إنّهُ الْفَتْحُ قال عَنْها حُسينٌ
فازَ مَنْ نالَهُ بِحُسْنِ الْجَزاءِ
فَهَنِيئاً لِلْزائِرِينَ اقْتِداءً
وانْتِصاراً لِسَيِّد الشُّهداءِ
علي يوسف المتروك 22-5-2015