رسالتي لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، حفظه الله.
في البداية أكرر تهنئتي لك بالثقة السامية، وشخصكم الكريم أهل لذلك ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
لا يخفى على سموكم الكريم الوضع السياسي في الكويت وما آلت إليه الأمور من جراء الفساد الطاغي على العديد من أجهزة الدولة والفساد المنتشر في مناحي الحياة لعدم احترام القانون الذي فقد هيبته حتى أصبح كل شيء مستباحا في اختراق الأنظمة وعدم تطبيق القانون لغياب المسؤولية وانعدام الإحساس لدى الغالبية!
لقد استبشر الشعب بعهد جديد ومرحلة جديدة قد انتهجتها دول مجاورة ونجحت فيها ونحن في الكويت لا ينقصنا شيء مما يملكه الآخرون ولكن نتطلع إلى إدارة جديدة بعقلية متفتحة صارمة وحازمة أساسها العدل ومضمونها الحكمة وديدنها التنمية وهدفها الإصلاح والضرب من حديد!
سمو الرئيس، هناك ملفات شائكة وأخرى عالقة تتطلب الحلول الناجعة والعقول الناضجة التي ترغب في العمل دون سواه من أجل الوطن دون غيره.
وأهم تلك الملفات التعليم الذي يحتاج إلى ثورة تصحيحية نستهلها بتغيير المناهج لتواكب العصر وربطها بالتقنية الفنية بما يعزز الإنتاجية في العمل وتعديل المسار التعليمي لمواجهة التحديات وتحسين المخرجات بناء على المعطيات والاحتياجات ليكون لدينا مساران، الأول عملي يشمل تخصصات تعليمية، والآخر فني بحت لمهن خاصة أسوة بالدول المتطورة ولتنويع مصادر الدخل في البلاد.
الغرض من ذلك ربط التعليم وشهادة التخرج بوظيفة مطلوبة تخدم البلاد وتنفع العباد (والشرح يطول في هذين المسارين) فالتعليم سبيل التنمية.
ومن ضمن الملفات المهمة أيضا السياسة الإعلامية في البلاد والتي مازالت تعاني من الركود أحيانا ومن التهميش أحيانا أخرى مما يتطلب تغيير النهج الإعلامي في الدولة لتكون هي المهيمنة بحضورها والمتقدمة بأسلوبها في التعاطي مع مجريات الأحداث، ومواكبة الثورة الإعلامية، وتسيد الموقف بالشفافية والجرأة في الطرح واحترام الرأي والرأي الآخر بكل مسؤولية وحرية وفق القانون في الدولة، حتى يفوق من سباته العميق!
وهناك نقطة مهمة حول ما يثأر في وسائل التواصل الاجتماعي والتي اعتبرها فوضى عارمة تحتاج إلى تعديلات وتشريعات بالتعاون مع مجلس الأمة دون التعدي على حرية الرأي ولكن يجب أن نضع حلا لشتم الأعراض والخوض في الذمم والتدخل في شؤون الغير دون إذن وأن يكون النقد هادفا وبناء، وغير ذلك فلا!
سمو الرئيس وفقكم الله..
الحديث يطول والملفات كثيرة قد نتطرق الى بعضها لاحقا، وكلنا ثقة بعد الله سبحانه في سموكم الكريم وفريقكم الغيور إن شاء الله على البلاد والعباد، وأود أن أؤكد هنا أن ما دعاني الى الكتابة عن هذه الملفات هو حجم التفاؤل الشعبي الكبير في العهد الجديد بتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وتعليمات سمو ولي العهد الحازم الأمين الشيخ مشعل الأحمد حفظهما الله، وثقة الشعب في إدارة سموك لفريق الحكومة، والله ولي التوفيق.
M_TH_ALOTAIBI@
[email protected]