عاودت إسرائيل فتح المعابر الحدودية مع غزة بعد سريان هدنة بينها وبين حركة الجهاد الاسلامي في القطاع بوساطة مصرية.
وأسفر العدوان الدامي للاحتلال على غزة عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا، بينهم 16 طفلا، وأصيب مئات آخرون ودمرت عدة منازل ومراكز صحية وطبية.
وأعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة أن غارات إسرائيل على القطاع دمرت 18 وحدة سكنية بشكل كلي، و71 بشكل جزئي غير صالح للسكن، و1675 بشكل جزئي صالح للسكن.
وفي هذه الاثناء، أعلنت حركة «الجهاد الاسلامي» عن مقتل 12 من عناصرها نتيجة العدوان الإسرائيلي، وقالت «سرايا القدس» الجناح العسكري للحركة، في بيان صحافي امس إن من بين القتلى عضوي مجلسها العسكري تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في غزة، وخالد منصور قائد المنطقة الجنوبية في القطاع.
وقال رئيس الحركة زياد النخالة إن «ما تم تحقيقه هو انتصار للشعب الفلسطيني»، فيما أوضح متحدث باسم الحركة في غزة إنها ربما تكبدت خسائر في قيادتها وقوتها القتالية لكنها تمكنت من فرض شروط على إسرائيل والحفاظ على الوحدة والتماسك. وأضاف «العدو جعل من القضاء على الجهاد الاسلامي الهدف من هذه المعركة، ولكن هذه الأهداف الحالمة والواهمة قد فشلت».
لكن إسرائيل تقول إنها أفقدت الجهاد الإسلامي جانبا كبيرا من قدراته، حيث قال مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة «رويترز» للانباء امس «لا شك في أن حركة الجهاد الإسلامي تلقت ضربة خطيرة سيستغرق التعافي منها وقتا»، مشيرا إلى فقدان اثنين من كبار القادة، الأمر الذي قال إنه سيعطل بشدة قدرتها على تخطيط العمليات وتنفيذها.
وأضاف «لم ندمر الجهاد الاسلامي ولا هذا هدفنا».
وفي سياق متصل، قال مسؤول ديبلوماسي إسرائيلي كبير امس «أعتقد أنهم (الجهاد) فوجئوا بقدراتنا ومستوى مخابراتنا وامكاناتنا العملياتية».
الى ذلك، هدم الجيش الاسرائيلي منزلين في الضفة الغربية المحتلة لعائلتي فلسطينيين متهمين بتنفيذ هجوم في إسرائيل في مايو الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين.
واعتقل جيش الاحتلال الشابين صبحي صبيحات (25 عاما) واسعد الرفاعي (19 عاما) وهما من سكان بلدة رمانة قرب جنين في الضفة الغربية، في الثامن من مايو في منطقة حرجية في منطقة «العاد» داخل إسرائيل بعد أربعة أيام من تنفيذهما الهجوم مستخدمين فأسا وسكينا.
وقال كمال ابوالرب نائب محافظ جنين لوكالة فرانس برس امس إن «أكثر من 50 آلية عسكرية اقتحمت بلدة رمانة... وبعد أن قطعت الكهرباء عن المنطقة هدمت آليات للجيش المنزلين. واستمرت عملية الهدم التي تمت بواسطة جرافات».
وأحد المنزلين مبني من أربع طوابق على مساحة 670 مترا مربعا، وكانت تعيش فيه أربع أسر مكونة من 17 فردا.
وقال أبوالرب إن «إسرائيل بررت هدم الطوابق الأربعة لعائلة صبيحات بأن صبحي كان ينام كل يوم في طابق».
ويقع المنزل الثاني على مساحة 140 مترا مربعا وكانت تعيش فيه أسرة مكونة من ثمانية أفراد.
وأوضح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في بيان أنه خلال عملية الهدم قام متظاهرون بإحراق إطارات ورشق «الحجارة على القوات التي ردت بإجراءات لتفريق المتظاهرين». وقال إن الهدم تم بعد أن رفضت المحكمة العليا التماسات العائلتين. هذا، ورحبت الولايات المتحدة الأميركية بوقف إطلاق النار لاستعادة الهدوء في غزة وإسرائيل.
وكتب وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في تغريدة عبر موقع «تويتر» امس: «ممتنون لمن توسط في هذا الاتفاق ونعرب عن تعازينا لأسر المدنيين الذين فقدوا أرواحهم»، مضيفا: «سنواصل تعزيز الهدوء والالتزام بأمن إسرائيل». كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيدا بجهود مصر للمساعدة في استعادة الهدوء، وذلك عشية جلسة لمجلس الامن الدولي لمناقشة الاوضاع في غزة.
من جهتها، أكدت روسيا الاتحادية أن قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يشكل ضمانة أكيدة لعدم تكرار موجات المجابهة المسلحة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان المبعوث الخاص للرئيس الروسي ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد هذا الموقف خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية.
وشدد بوغدانوف على ضرورة الالتزام بإعادة العمل بنظام الهدنة حول قطاع غزة ورحب بجهود الوساطة في هذا الخصوص.