تنشط مهنة نقل مياه الشرب التي يعمل بها عشرات الأشخاص العاطلين عن العمل في مدن وبلدات ومخيمات الشمال السوري، خلال فصل الصيف، وذلك بعد انخفاض منسوب المياه الجوفية، ما أدى إلى توقف العديد من الآبار عن العمل، وعدم كفايتها لتغطية احتياجات السكان من المياه، إضافة إلى عجز مياه الشركة التي تصل إلى منازل الأهالي عبر أنابيب المياه عن تغطية كامل احتياجات السكان من الماء.
ولذلك يضطر الأهالي في ريفي حلب الشمالي والشرقي خصوصا، لشراء المياه من صهاريج تتم تعبئتها من الآبار الزراعية الواقعة في محيط المدن والبلدات، التي لم تكن غائبة عن أزمة المياه، بحسب تقرير لموقع تلفزيون «سوريا».
ويعمل محمد نبهان، في بيع مياه الشرب بجرار زراعي يجر صهريجا من الماء بسعة 5 آلاف ليتر، وينقل يوميا إلى مدينة مارع بريف حلب الشمالي بشكل وسطي نحو 10 صهاريج، يتم ضخها إلى منازل الأهالي في المدينة، ولا يكاد يتوقف عن عمله حتى ساعات متأخرة من الليل. وقال نبهان للموقع، إن مهنة نقل المياه أصبحت رائجة نتيجة الاحتياج الكبير للمياه خلال فصل الصيف على وجه التحديد، حيث يعمل معه في مدينة مارع في نقل المياه عشرات آخرون، ينقلون المياه للأهالي ذلك نتيجة عدم تغطية مياه الشركة لكامل سكان المدينة واقتصارها على ساعات محدودة أسبوعيا.
مدير شركة المياه في مدينة مارع م.يوسف الحجي، أكد كذلك أن المياه لا تغطي كامل المدينة والاحتياج يفوق منسوب المياه المتوافر في الآبار، حيث تعتمد شركة المياه على عدة آبار بشكل دوري في عملية الضخ بهدف تعويض النقص في الآبار.
ويشمل عمل صهاريج المياه معظم مدن وبلدات ومخيمات ريفي حلب الشمالي والشرقي، ما يعني أن المشكلة تعاني منها معظم مناطق الشمال السوري. ففي مدينة الباب، تتفاقم المشكلة كل عام خلال فصل الصيف، بسبب عدم كفاية مياه الشركة التي تأتي يوما واحدا في الأسبوع لجميع الأحياء، وفي حال حصلت المنازل المشمولة بشبكات مياه الشرب، فإن الوقت المحدد لتعبئة المياه لا يزيد على ألفي ليتر وفي أحسن الأحوال لا تغطي احتياج الأسرة لمدة أسبوع.