واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانـــه فـي الأراضـــي الفلسطينية المحتلة واقتحم امس مدينة نابلس في الضفة الغربية، بعد يومين على انتهاء عدوانه الدامي على قطاع غزة.
واسفر العدوان الإسرائيلي الجديد عن مقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل، أحدهم ابراهيم النابلسي القيادي في كتائب «شهداء الأقصى» الجناح المسلح في حركة «فتح»، وإصابة العشرات بالرصاص الحي.
وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن تنفيذها عملية استهدفت منزل النابلسي في نابلس القديمة في شمال الضفة الغربية.
وزعم جيش الاحتلال الذي أعلن انتهاء العملية أنه «يشتبه في أن النابلسي ارتكب عددا من الهجمات بالرصاص ضد مدنيين وجنود في منطقة نابلس ومحيطها، بما في ذلك عمليات إطلاق نار في مجمع قبر يوسف».
وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أن عناصر الجيش «أطلقوا النار على منزل النابلسي واستخدموا وسائل خاصة من بينها صواريخ محمولة على الكتف».
وعلى إثر ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه «تعاملت في محافظة نابلس مع 69 اصابة على الاقل بالرصاص الحي»، مشيرا إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات منوها بأن إصابات بعضهم خطرة.
وجاءت «عملية نابلس» غداة تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بشن هجمات استباقية لحماية الاسرائيليين من طهران وحتى غزة.
وقال غانتس في تصريحات متلفزة بجوار رئيس الوزراء يائير لابيد مساء امس الاول «سوف نشن هجمات استباقية إذا دعت الضرورة لحماية مواطني إسرائيل وسيادتها وبنيتها التحتية. هذا الأمر ينطبق على كل جبهة من طهران إلى خان يونس في قطاع غزة»، فيما توعد لابيد بأن «من تسول له نفسه أن يؤذينا، فسوف يكون الثمن حياته».
من جانبها، نعت كتائب «شهداء الأقصى» كلا من: ابراهيم النابلسي (26 عاما) الذي وصفته بأنه «أحد قادة كتائبها البارزين في مدينة نابلس»، وسلام صبوح (25 عاما)، وحسين جمال طه (16 عاما) «الذين استشهدوا في عملية اغتيال جبانة بعد اشتباك مسلح» مع الجيش الإسرائيلي.
وتوعدت كتائب الاقصى بأن «الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود».
وشارك أكثر من ألف شخص في تشييع جثامين الفلسطينيين الثلاثة ورفعوا الاعلام الفلسطينية بينما اطلق عشرات المسلحين النار في الهواء.
وأعلن الحداد في مدينة نابلس في ظل اضراب عمّ كافة المحافظات والمدن الفلسطينية بالضفة الغربية، في الوقت الذي دعت فيه حركة «فتح» للنفير والتواجد في نقاط التماس والمشاركة في مسيرة انطلقت من وسط رام الله باتجاه مدخل البيرة الشمالي.
وفي محافظة بيت لحم، أعلن عن الإضراب والحداد، كما شهدت قلقيلية وجنين، إضرابا تجاريا حدادا على أروح شهداء نابلس.
وفي سياق متصل، أصيب عشرات الفلسطينيين، بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في طولكرم والخليل، استنكارا لجريمة اغتيال شهداء نابلس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن مدينة طولكرم شهدت إطلاقا كثيفا لقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
كمـــا شهدت محافظة الخليل، مواجهات بين الفلسطينيين وقـــوات الاحتلال المتمركزين على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء وسط المدينة، فيما اعتلى جنود الاحتلال والقناصة أسطح المنازل والمحال التجارية، واطلقوا الرصاص المطاطي، والقنابل الصوتية باتجاه المحتجين.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «إن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع شعبنا الفلسطيني بأسره، من خلال عدوانه الذي بدأ من مدينة القدس، ومن ثم امتد إلى جنين وغزة ونابلس».
وأكـد أبو ردينــة أن «الحكومة الإسرائيلية غير معنية بتحقيق الهدوء والاستقرار، وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني واستغلاله لتحقيق مكاسب فــي السياسة الداخلية الإسرائيلية». بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن إفلات دولة الاحتلال من المحاسبة والعقاب يشجعها على ارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني.