حذرت الولايات المتحدة الاميركية على لسان وزير خارجيتها انتوني بلينكن إيران من عدم التسامح مع أي تهديدات تخص استهداف مسؤولين أميركيين.
وقال بلينكن على حسابه بموقع «تويتر» امس إن «رسالة الولايات المتحدة واضحة لإيران أنه لن يتم التسامح مع أي تهديد، ولاسيما المسؤولين الحكوميين السابقين، وسيقابل أي هجوم بعواقب وخيمة».
جاء ذلك غداة اتهام وزارة العدل الأميركية عضوا بالحرس الثوري الإيراني بمحاولة قتل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، موضحة أن المواطن الإيراني شهرام بورصافي المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، حاول دفع 300 ألف دولار لأفراد في الولايات المتحدة لتنفيذ جريمة القتل في العاصمة واشنطن أو ولاية ماريلاند.
لكن المصدر كان في الواقع مخبرا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، بحسب رواية واشنطن. وقالت وزارة العدل الأميركية إن بورصافي لم يعتقل ولايزال طليقا.
وكشف مصدر مطلع على التحقيقات في واشنطن، أن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو كان ايضا هدفا لمؤامرة الاغتيال الإيرانية، وهو ما أكده مصدر مقرب من بومبيو الذي قال إن «الوظيفة الثانية» (بعد جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لترامب) كانت تشير إلى الوزير.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية امس عن المصدر المقرب من بومبيو القول إن وزارة العدل أبلغته بأنه كان الهدف الثاني لمؤامرة اغتيال تابعة للحرس الثوري الإيراني.
لكن مسؤول أميركي قال إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن الاتهامات الموجهة للحرس الثوري بالتخطيط لقتل مسئولين سابقين يجب أن تؤثر على الديبلوماسية النووية مع إيران.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «من وجهة نظرنا، ينبغي ألا يحدث ذلك»، مشيرا إلى أن وزارة العدل وجهت اتهامات لشهرام بورصافي بشكل مستقل عن الديبلوماسية الأميركية مع إيران.
من جهتها، رفضت طهران الاتهامات الاميركية، ووصفتها بأنها «سخيفة»، وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان امس أن «المسؤولين القضائيين الاميركيين وفي سياق اتهامات اميركا اللامتناهية ضد إيران واستمرار سياسة التخويف من ايران الفاشلة وفي فبركة قصصية جديدة، وجهوا اتهامات من دون تقديم أدلة موثقة ومستندات لازمة».
وأضاف كنعاني «هذه المرة، تمت الاستفادة من فبركة سيناريوهات تتعلق بعناصر مفلسة سياسيا وعديمة القيمة مثل بولتون للتقدم بهذه العملية».
وأكد أن «هذه المزاعم التي لا أساس لها من الصحة تأتي بأهداف ودوافع سياسية، وهي في الحقيقة هروب للامام واثارة دعائية وبشكل خاص تهرب من مسؤولية العديد من الجرائم الإرهابية المتورطة فيها الحكومة الأميركية، بصورة مباشرة مثل الاغتيال الجبان للقائد سليماني».
وأضاف أن طهران «تحذر بقوة من أي عمل ضد الرعايا الإيرانيين بذريعة هذه الاتهامات المثيرة للسخرية».