يعقوب العوضي
استعادوا هيبة كرة اليد الكويتية، بعدما تمكنوا من الظفر وبجدارة بالبطاقة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد للشباب المقررة في اليونان ـ ألمانيا 2023، نجوم منتخبنا الوطني لكرة اليد للشباب الحائز على الميدالية البرونزية للبطولة الآسيوية لكرة اليد، التي اختتمت مؤخرا في مملكة البحرين، حلوا ضيوفا على ديوانية «الأنباء»، وهم مدير المنتخب عبدالعزيز الزعابي واللاعبون: فواز المشاري وسلمان السند وسيف العدواني وعبدالله معرفي. ليدور حديث شائق عن العودة الكبيرة لمنصات التتويج بعد غياب استمر 14 عاما متواصلة، الأسباب والمسببات، والآمال والطموحات، والنظرة إلى المستقبل، كيف يراها أبطال أعادوا البسمة لمحبي كرة اليد الكويتية، وتعول عليهم الجماهير الوفية عودة الأزرق الكبير إلى الصدارة الآسيوية مستقبلا.
البداية جاءت مع مدير الأزرق عبدالعزيز الزعابي، الذي تحدث باعتزاز عن أهمية العمل بروح الفريق الواحد، والشعور بالمسؤولية، وقال: «لقد وضع اتحاد كرة اليد خطة اعداد مناسبة للمشاركة الآسيوية، ووضع حلولا ناجعة لجميع المشاكل التي تواجه اللاعبين، ولعل أهمها التفرغات الرياضية، والتي عادة ما تشكل هاجسا للجميع، لارتباطها بعملهم أو دراستهم بشكل مباشر، وبتعاون الجميع تجاوزنا جميع العقبات، وكان شباب الأزرق على الموعد بالتزام كبير، وروح عالية في التدريبات اليومية، وبعيدا تماما عن تطبيقات التواصل الاجتماعي، مما زاد من تركيزهم لتحقيق الهدف الكبير».
واشار الزعابي إلى أن الأزرق الشاب تجاوز منعطفات صعبة وخطيرة، وقدم لاعبوه مثالا للتضحية، ومن بينهم فواز المشاري، الذي عانى في دراسته الجامعية، بينما تعرض زملاؤه إلى الحرمان من أداء عدد من الاختبارات في الكليات والمعاهد العلمية.
«اليد» الكويتية ستعود
ومن جهته، أكد أفضل لاعب في آسيا سيف العدواني أن اللاعبين وضعوا في حساباتهم الفوز باللقب الآسيوي منذ بداية التدريبات المحلية، مضيفا اننا ابتعدنا عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو الفريق كمجموعة واحدة، وكان هدف الجميع رفع اسم وعلم الكويت عاليا في المحفل الدولي، واستعادة هيبة كرة اليد الكويتية في القارة الصفراء من جديد، «ومن له تاريخ لابد أن يعود»، مشيدا بالدور الكبير لرئيس مجلس إدارة الاتحاد فريق متقاعد ناصر صالح بومرزوق، وأمين السر العام قايد العدواني، ومدير المنتخب عبدالعزيز الزعابي.
وعن المشاركة في كأس العالم المقبلة للشباب، قال العدواني: «لن نذهب إلى هناك لمجرد المشاركة فقط، وبما نملكه من حس وطني، ورغبة كبيرة في إظهار ما تملكه كرة اليد الكويتية من مواهب شابة متميزة، كل هذا يجعلنا نعمل على إظهار صورتنا الحقيقية للعالم، وتقديم أفضل صورة ممكنة لكرة اليد الكويتية في حلتها الجديدة، ولنثبت اننا قادرون على مقارعة كبار العالم، بل والتغلب عليهم».
وعن أصعب المواجهات في البطولة الآسيوية، ذكر العدواني أنها كانت في الافتتاح أمام كوريا الجنوبية، مبينا ان الضغوطات كانت كبيرة، وسقف آمال الجماهير عال جدا، ولهم الحق بذلك، فهم يمنون النفس بفريق قوي قادر على تحقيق اللقب، ورغم كل تلك التحديات إلا اننا تجاوزناها مع انطلاق صافرة البداية، وتخطينا العقبة الأولى بنجاح، فيما لم يحالفنا التوفيق في مواجهة الدور قبل النهائي أمام اليابان، ولم نكن بأفضل حالاتنا، ولا أرغب في أن أجعل من حكم المباراة سببا للخسارة.
التحليل الفني من أسباب الفوز
من جانبه، تطرق اللاعب عبدالله معرفي إلى مواجهة اليابان في الدور قبل النهائي وقال: «ببساطة تفوق المنافس في العناصر البدنية بالسرعة، وكان دقيقا في إنهاء الهجمات، وبالمجمل لا أرى فوز الأزرق بالمركز الثالث فقط، وإنما خرجنا بقيم كبيرة ومهمة لنا كلاعبين مستقبلا، وأود الإشادة بالعمل الكبير من الجهازين الإداري والفني في إبعاد اللاعبين عن ضغط الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، ولعل دعمهم ومساندتهم كانت من أهم أسباب النجاح، بالإضافة لوحدة الفريق حيث كان جميع اللاعبين على قلب رجل واحد».
وقال معرفي ان التحليل الفني الجيد الذي قدمه المدرب أيمن الشيخ للاعبين كان من الأسباب المهمة التي مكنت الأزرق من الوصول إلى الدور قبل النهائي، مبينا ان الشيخ وضع يده على نقاط القوة لدى جميع الخصوم، فقمنا بتحييدها وإيقافها، وكذا أظهر لنا نقاط الضعف لديهم، فقمنا تاليا بالتركيز عليها والاستفادة منها.
فرحة الشارع الرياضي
إلى ذلك، أبدى اللاعب سلمان السند سعادته بالصدى الكبير الذي تلا فوز الأزرق بالمركز الثالث، وقال: «أسعدنا الجميع، وأسعدونا بالفرحة الغامرة، وبالاستقبال، لقد عرفت أهمية تحقيق الإنجاز، وكذا أهمية الجيل الجديد لكرة اليد الكويتية، ولعل من دواعي البهجة أن الكثير من الجماهير أخذت بالتعرف علينا في مقرات عملنا أو في الأماكن العامة».
وتمنى السند تطبيق الاحتراف الكامل، مضيفا هو طريقنا لتحقيق مزيد من الإنجازات، كما نأمل تحقيق المساواة الكاملة بين لاعبي القدم وكرة اليد، معللا ذلك بأن اللعبة في المرتبة الثانية من حيث الشعبية والإقبال الجماهيري، وعليه فهي تستحق مكانة مميزة، لافتا إلى هناك الكثير من الدول تعتبر كرة اليد فيها اللعبة الأولى مثل الدنمارك وألمانيا.