حذرت موسكو واشنطن من أن أي مصادرة محتملة لأصول روسية بسبب الحرب في اوكرانيا ستدمر العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما نفت «الپنتاغون» استخدام اي اسلحة اميركية في الهجوم على قاعدة عسكرية في شبه جزيرة القرم.
وقال رئيس إدارة أميركا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية ألكسندر دارتشييف أمس لوكالة تاس الروسية للأنباء «نحذر الأميركيين من العواقب الوخيمة لمثل هذه الأعمال التي ستضر بالعلاقات الثنائية بشكل نهائي، وهذا ليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا».
ولم يتضح ما الأصول التي كان يشير إليها.
جاء ذلك بعدما اقترح مسؤولون غربيون كبار، من بينهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مصادرة الاحتياطيات الروسية المجمدة للمساعدة في تمويل إعادة إعمار أوكرانيا في المستقبل.
وأضاف دارتشييف ان روسيا حذرت الولايات المتحدة من أن العلاقات الديبلوماسية ستتضرر بشدة ويمكن حتى قطعها إذا تم تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب.
وفيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، أوضح المسئول الروسي أن نفوذ واشنطن على أوكرانيا قد ازداد إلى درجة أن «الأميركيين أصبحوا بصورة متزايدة طرفا مباشرا في الصراع».
ورأى أنه يجب على واشنطن إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على العودة للمفاوضات مع روسيا. وقال دارتشييف إن «أفضل حل لواشنطن لتجنب هزيمة مذلة، كما حدث مؤخرا في أفغانستان، هو إجبار الرئيس الأوكراني على وقف المقاومة العبثية والعودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان».
وأشار دارتشييف إلى أن «استمرار واشنطن وحلفائها في الاتحاد الأوروبي بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لا يؤدي إلا إلى إطالة معاناة النظام في كييف وإطالة أمد الصراع ومضاعفة عدد الضحايا».
وفي سياق متصل، نقلت وكالة «إنترفاكس» عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها سيطرت بالكامل على قرية بيسكي الواقعة على مشارف منطقة دونيتسك بأوكرانيا.
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون»، استخدام أسلحة أميركية في الهجوم الذي استهدف قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم مؤخرا.
وقال مسؤول رفيع في «الپنتاغون»، وفقا لقناة (الحرة) امس إن الإدارة الأميركية لم تزود أوكرانيا بما يسمح لها أو يمكنها من ضرب جزيرة القرم، مستبعدا أن تكون الانفجارات ناجمة عن ضربة بواسطة صواريخ تكتيكية موجهة دقيقة متوسطة المدى، التي يمكن إطلاقها بواسطة منظومات هيمارس الموجودة في أوكرانيا.
ولفت المسؤول الأميركي إلى أن هذا الهجوم كان له أثر كبير على العمليات الجوية الروسية وعلى عناصر سلاح الجو.
واستبعد المسؤول العسكري في (الپنتاغون) وجود أي تهديد وشيك لسلامة محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا.
وحذر من تغير الأوضاع بشكل سريع هناك، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تحقق بعض المكاسب المحدودة شمالي خاركيف وتواصل عملياتها الهجومية في خيرسون.
في هذه الاثناء، أعلنت أوكرانيا القضاء على 43 ألف جندي روسي منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي وحتى امس.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في بيان بثته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) انه تم تدمير 1856 دبابة 4115 عربة مدرعة و978 نظام مدفعية و261 منظومة صواريخ متعددة، و136 وحدة للدفاع الجوي، و223 طائرة حربية و193 مروحية.
وتضمن البيان تدمير 779مسيرة للعمليات التكتيكية و187 صاروخ كروز و15سفينة/زورق و3036 عربة وصهريج وقود و91 وحدة من المعدات الخاصة منذ بدء الغزو.
بدورها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير استخباراتي امس إن ضعف الموقف الروسي في جنوب أوكرانيا، يرجع بشكل كبير إلى الهجمات المضادة لأوكرانيا على معابر الأنهار ذات الأهمية الاستراتيجية بما في ذلك الجسران الرئيسيان على نهر «دنيبرو»، اذ لم يعد من الممكن استخدامهما لنقل المعدات العسكرية المهمة إلى مناطق تحتلها روسيا، غربي النهر.