لسنوات، كان يُعتقد أن الجاني هو عملية التمثيل الغذائي البطيئة، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن هذا ليس هو الحال. ويشير مصطلح الأيض إلى العمليات الكيميائية التي تساعدنا على استخدام الطاقة من الطعام للوظائف الحيوية مثل التنفس وضخ الدم وتزويد أعضائنا بالوقود.
وهناك نوعان من قياس التمثيل الغذائي: معدل الأيض أثناء الراحة هو الحد الأدنى من الطاقة، أو السعرات الحرارية، اللازمة للبقاء على قيد الحياة أثناء الراحة والصيام، في حين أن إجمالي إنفاق الطاقة هو مزيج من معدل الأيض أثناء الراحة، بالإضافة إلى الطاقة المستخدمة في النشاط البدني وهضم الطعام. وبالنسبة للبالغين الذين لا يمارسون الرياضة، يمثل معدل الأيض أثناء الراحة نحو 50 إلى 70% من إجمالي استخدام الطاقة، والهضم من 10 إلى 15%، والنشاط البدني لما تبقى من 20 إلى 30%.
وفي دراسة رائدة العام الماضي، قاس العلماء معدلات التمثيل الغذائي لـ 6400 شخص تتراوح أعمارهم بين ثمانية أيام و95 عاما، ووجدوا أن التمثيل الغذائي يتغير بالفعل مع تقدم العمر، ولكن ليس عندما تعتقد أنه يتغير. وكشفت الدراسة عن أن عملية التمثيل الغذائي لدينا - كمية السعرات الحرارية التي نحرقها لحجمنا - تبلغ ذروتها عندما يكون عمرنا 12 شهرا فقط. وبعد ذلك، يتباطأ بنحو 3% كل عام حتى نصل إلى العشرينيات من العمر، عندما يستقر في الوضع الطبيعي الجديد ويبقى «صخريا صلبا» حتى سن الستين. وهذا يعني أن المرأة البالغة من العمر 50 عاما ستحرق سعرات حرارية بنفس فعالية المرأة البالغة من العمر 20 عاما.
وقال البروفيسور جون سبيكمان، عالم الأحياء في معهد العلوم البيولوجية والبيئية بجامعة أبردين، وأحد معدي الدراسة: «أحد الأشياء المدهشة أنه لم يكن هناك انخفاض في معدل الأيض في منتصف العمر. لذلك إذا كنت تعاني من انتشار المرض في منتصف العمر، فلا يمكنك لومه على انخفاض معدل الأيض. وكان من المعتقد أن عمليات الأيض لدينا تسارعت خلال سنوات المراهقة وانخفضت في منتصف العمر، لكن الدراسة وجدت، في الواقع، أن معدل حرق السعرات الحرارية يظل ثابتا بشكل ملحوظ». وبعد سن الستين، ينخفض معدل الأيض أثناء الراحة بنحو 0.7% سنويا حتى سن 90، ينخفض معدل الأيض لدينا بنسبة 26%. ويعترف البروفيسور سبيكمان أنه على الرغم من ذلك «يعاني الكثير من الناس من زيادة الوزن في الأربعينيات من العمر. ماذا يحدث؟ يبدو أن الحقيقة غير المريحة هي أننا نشعر بالسمنة لأننا نستهلك الكثير من السعرات الحرارية، لكننا في كثير من الأحيان لا ندرك ذلك».
المصدر: «ديلي ميل»