نفذت الصين مناورات عسكرية جديدة في محيط تايوان امس، بينما نددت بزيارة جديدة أجراها أعضاء من الكونغرس الأميركي للجزيرة بعد أيام على زيارة مشابهة قامت بها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وأثارت ردا غاضبا من بكين.
ودفعت زيارة الوفد البرلماني الاميركي التي لم تكن معلنة سابقا، الصين إلى التأكيد مجددا أنها «ستستعد لحرب» بشأن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي ديموقراطي بينما يطالب بها القادة الصينيون وتعهدوا باستعادتها وإن كانت بالقوة.
والتقى الوفد المكون من خمسة أعضاء في الكونغرس بقيادة السيناتور إد ماركي الذي يمثل ولاية ماساتشوستس، بالرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين امس، بحسب ما أفاد معهد يعد بمنزلة سفارة واشنطن في تايبيه بحكم الأمر الواقع.
وقال إن «الوفد حظي بفرصة لتبادل وجهات النظر مع النظراء التايوانيين بشأن مجموعة واسعة من القضايا المهمة بالنسبة للولايات المتحدة وتايوان على حد سواء».
وأفادت تساي أعضاء الوفد بأنها ترغب في «المحافظة على استقرار الوضع الراهن عبر مضيق تايوان» و«المحافظة على الازدهار والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».
وأشارت إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يكشف «التهديد الذي تمثله الدول الاستبدادية للنظام العالمي»، بحسب مكتبها، بينما شكرت واشنطن على دعمها في مواجهة التهديدات العسكرية الصينية.
وقالت تساي إن التدريبات الصينية أثرت تأثيرا كبيرا على السلام والاستقرار في المنطقة. وأضافت في مقطع مصور أصدره مكتب الرئاسة «نتعاون تعاونا وثيقا مع الحلفاء الدوليين لمراقبة الوضع العسكري عن كثب. ونبذل في الوقت نفسه قصارى جهدنا لإعلام العالم بأن تايوان مصممة على حماية الاستقرار والوضع الراهن في مضيق تايوان».
وقال رئيس وفد الكونغرس لتساي إن «لدينا التزاما أخلاقيا» بفعل كل شيء لمنع نزاع غير ضروري.
وأضاف «لقد أظهرت تايوان ضبطا للنفس وتعقلا خلال الأوقات الصعبة».
وأثارت الزيارة التي ضمت شخصيات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي حفيظة بكين التي أعلنت تنظيم «دورية للتأهب لمعارك مسلحة ومناورات قتالية في البحر والمجال الجوي حول تايوان».
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية وو كيان إن «جيش التحرير الشعبي الصيني يواصل التدرب والاستعداد للحرب والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وسحق أي شكل من أشكال (استقلال تايوان) الانفصالي ومحاولات التدخل الخارجية بشكل حازم».
وأضاف: «نحذر الولايات المتحدة وسلطات الحزب الديموقراطي التقدمي (الحاكم في تايوان): «استخدام تايوان لاحتواء الصين» مصيره الفشل».
واعتبر ان زيارة النواب الأميركيين تمثل انتهاكا لسيادة الصين ووحدة أراضيها و«تكشف بشكل كامل الوجه الحقيقي للولايات المتحدة كمفسد للسلام والاستقرار في مضيق تايوان».
لكن وزارة الدفاع التايوانية ردت بالتعهد بمواجهة المناورات الأخيرة «بهدوء وجدية والدفاع عن الأمن القومي».
وأضافت أنه «فضلا عن التعبير عن إدانة (المناورات الصينية)، ستفهم وزارة الدفاع الوطني بشكل شامل التحركات في البحر والأجواء في محيط مضيق تايوان».
وبينت أن قواتها رصدت 30 طائرة صينية وخمس سفن تنشط حول المضيق امس حيث عبرت 15 من هذه الطائرات الخط الأوسط، وهو خط غير رسمي لترسيم الحدود لا تعترف به بكين.
وجاءت مناورات امس بعد تدريبات ضخمة استمرت عدة أيام في محيط تايوان غداة زيارة بيلوسي، وأرسلت بكين خلالها سفنا حربية وصواريخ وطائرات إلى المياه والأجواء القريبة من الجزيرة.
وأدانت تايبيه المناورات والتجارب الصاروخية التي رأت فيها تحضيرا لغزو.
وتمسكت تايوان بموقفها في ظل التوتر مع الصين وقال رئيس وزرائها سو تيسنغ-تشانغ إن الجزيرة ترحب بـ «جميع البلدان والأصدقاء من حول العالم» الذين يرغبون بدعمها.
وقال «علينا ألا نخاف من القيام بأي شيء أو من السماح بقدوم زوار أو قدوم أصدقائنا، فقط لوجود جار شرير لدينا».
كما أدلى وزير خارجية الجزيرة جوزيف وو بتصريحات مشابهة بعد اجتماع مع الوفد الأميركي امس، وقال وو في تغريدة «لا يمكن للصين الاستبدادية أن تملي على تايوان كيف تقيم علاقات صداقة وتحظى بالدعم وتبقى صامدة وتشع كشعلة حرية».
وأجرى كبار المسؤولين الأميركيين زيارات إلى تايوان على مدى العقود الماضية. وحتى زيارة بيلوسي لم تكن الأولى من نوعها إذ زار رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غنغريتش الجزيرة عام 1997.
لكن الزيارات باتت أكثر تواترا وبمشاركة شخصيات أرفع مستوى في عهد الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي بايدن.