لا شك أن المؤسسات التعليمية الكبرى تلعب دورا كبيرا جدا وفعالا في بلورة شخصيات تنطلق لسوق العمل، لتقوم بدور التنمية بكل أشكالها ونواحيها، إن قضية المؤسسات التعليمية ليست مقتصرة على التعليم الجيد فقط، وإنما في بلورة شخصيات راقية في جوهرها وسلوكها وأخلاقياتها، فالمؤسسة الأكاديمية ليست كالمدرسة التي تقوم بدور مكمل للعملية التربوية للأسرة، وإنما المؤسسة التعليمية الكبرى تقوم بتصليح الكثير من السلوكيات لفئة تعدت مرحلة التعليم المنغلق المقتصر على الأسرة والمدرسة، وأقبلت على التعليم المفتوح في تأصيل عملية التفاعل البناء مع المجتمع، وتصحيح المفاهيم وتوجيه الأهداف وتكوين اتجاهات الرأي.
ولكن ما يحدث خلف كواليس تلك المؤسسات قد أخفق من عملية التفاعل البناء التي هي أساس المخرجات التعليمية القوية، إنني لا أعم في هذه المقالة جميع الأساتذة ـ وإنما هناك بعض الملاحظات على بعض أساتذة اليوم من حيث اللباس والشكل الخارجي والمخرجات التعليمية وأسلوب التفاعل مع الطالب.. إلخ من السلوكيات التي تكون محط انتقاد ومحط إحباط للعملية التعليمية والتفاعلية.
فمن حيث اللباس هناك من الأساتذة الإناث يرتدين لباسا ممنوعا على أستاذ جامعي، مثل اللباس العاري واتباع الموضة العارية، وهذا شيء مرفوض من الناحية التفاعلية والأخلاقية للأستاذ، وان كانت ترتديه خارج الحرم الجامعي، فالأستاذية لها سلوكيات محافظة ومصونة يجب اتباعها داخل الحرم الجامعي وخارجه أيضا، وذلك يرجع إلى أن الأستاذ تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة ألا وهي القدوة ومن الممكن أن يكون محط إعجاب واهتمام لشريحة كبيرة من الطلاب، وكذلك الحال بالنسبة للأساتذة الذكور الزي الرسمي يعطي هيبة وانعكاسات أفضل في تشرب القيم المجتمعية.
ومن ناحية أخرى، يجب على الأستاذ ألا يتحدث عن خصوصياته وإنجازاته بشكل مبالغ، ومشاركة الطلاب حياته الخاصة، فلابد من وضع حدود لغوية بينه وبين الطلاب من أجل تنمية مفاهيم وقيم تزيد من أخلاقياتهم اللغوية والتفاعلية.
كذلك أستاذ المؤسسات التعليمية الحكومية الكبرى يمتلك ثلاث سلطات في يده ألا وهي سلطة قضائية وسلطة تشريعية وسلطة تنفيذية، وعلى عاتقه تلقى مسؤولية كبيرة ألا وهي المهارات التربوية والتفاعلية والتعليمية والنظرة المستقبلية التنموية للطالب، وجميع ما سبق يكون تحت مظلة أهداف صارمة لا مجال للتخاذل أو التهاون فيها، ألا وهي:
- بلورة شخصية الطالب من حيث السلوك والثقافة والأداء.
- تنمية فكره وذاته نفسيا واجتماعيا وعمليا وعلميا وتأهيله للتنمية بكل أشكالها وصورها.
- قوة مخرجات التعليم التي من أساسياتها السلوك التربوي والتعليمي كعملة واحدة لا انفصال لها.
فهناك من الأساتذة على الساحة الأكاديمية من يمتثل للمهارات التعليمية والتفاعلية البناءة بشكل رائع، وهناك البعض من يحتاج لحملة وعي لتفادي الأخطاء والسلوكيات التي تعيب من دوره الفعال في إخراج شريحة كبيرة للمجتمع تتناثر في مؤسسات الدولة وقطاعاتها لتقوم بالدور التنموي (تفاعلي - عملي) كهدف تخصصي بالصدارة.
@LinesTitle