خسرت العدوة اللدود للرئيس السابق دونالد ترامب النائبة الجمهورية ليز تشيني، مواجهتها الأولى أمام الملياردير الجمهوري لكنها توعدت بالمزيد من المواجهة وضربت معه موعدا جديدا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في معركة ستكون طاحنة على ما يبدو وتقودها وحيدة حتى الآن، ضد الرئيس السابق.
ودعت تشيني التي شغلت المقعد الوحيد لولاية وايومينغ لثلاث فترات في مجلس النواب الأميركي، مواطنيها إلى الاتحاد عبر خطوط الحزب لمنع ترامب من العودة إلى البيت الأبيض، وتعهدت بفعل كل ما يلزم لعرقلة مسار ترامب، بعد أن خسرت المنافسة على تذكرة الترشح لولاية رابعة لصالح المحامية المحافظة هارييت هاغمان في الانتخابات التمهيدية بالحزب الجمهوري أمس الأول بعد ان وضع ترامب كل ثقله خلفها.
وكشفت تشيني لشبكة «إن بي سي» الأميركية أمس أنها «تفكر» في خوض الانتخابات الرئاسية في 2024، حيث أطلقت تنظيما سياسيا جديدا يحمل اسم «ذا غريت تاسك»، في إشارة إلى خطاب غيتيسبيرغ الشهير للرئيس الأسبق ابراهام لينكولن.
وقالت: «هذا قرار سوف أتخذه في الأشهر المقبلة.. إنه شيء أفكر بشأنه».
ولأنها كانت صوت الجمهوريين المناهضين لترامب ونائبة رئيس لجنة تحقق في مسؤوليته في الهجوم على مبنى الكونغرس (الكابيتول)، حرمت البرلمانية البالغة من العمر 56 عاما من ولاية جديدة في الكونغرس.
وكانت ليز تشيني تمثل وايومينغ الولاية التي تضم أقل عدد من السكان في البلاد والمعروفة بسهولها الواسعة ورعاة البقر ومصافي النفط.. وتصويت 70% من ناخبيها لدونالد ترامب في 2020.
ولا يهم إذا كانت هذه المرأة المعروفة أيضا لكونها ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني، مؤيدة لحيازة السلاح أو مناهضة للإجهاض، ففي هذه الولاية المحافظة جدا لم يعد الوضع محسوما لمصلحتها.
وقالت تشيني بنبرتها الحادة المعروفة بينما كان يحيط بها مقربون منها في معقلها الجبلي جاكسون «قبل عامين فزت في هذه الانتخابات التمهيدية بنسبة 73% من الأصوات. كان بإمكاني أن أفعل الأمر نفسه مرة أخرى بسهولة».
وأضافت «لكن هذا كان سيتطلب مني دعم كذبة الرئيس ترامب بشأن انتخابات 2020»، مؤكدة «كان طريقا لا أستطيع ولا أريد أن أسلكه». وتعهدت ليز تشيني مرة أخرى «بفعل كل شيء» حتى لا يصبح الملياردير رئيسا مرة أخرى، بينما يبدو أنه مستعد أكثر من أي وقت مضى للإعلان عن ترشحه.
ولم تكشف النائبة السابقة عما اذا كانت مواجهتها لترامب ستتمثل بتغيير حزبها، لكن في معركتها ضد النزعة القومية المتطرفة المتفاقمة والخطاب الشعبوي الذي أوصل الرئيس السابق إلى السلطة، تبدو ليز تشيني حاليا وحيدة.
فبعد أكثر من عام ونصف العام من مغادرته السلطة، مازال دونالد ترامب يحكم السيطرة على «الحزب القديم الكبير». وقد وصف اقتحام انصاره للكونغرس في السادس من يناير قبل الماضي بأنها «تعبير مشروع عن رأي سياسي» وعاقب ليز تشيني لمشاركتها في التحقيق حوله.
ولم يوافق سوى برلماني محافظ واحد آخر هو آدم كينزينغر ولم يترشح للمقعد مجددا، على المشاركة في هذه اللجنة. ويطلق عليهما الجمهوريون لقب «رينو» وهي كلمة مؤلفة من الأحرف الأولى من بعبارة «جمهوريون بالاسم فقط» (ريبابليكان إن نيم اونلي).
وفـي نظر مؤيدي ترامـب، تمثل تشينــي «مستنقع» واشنطن الذي يدينه الرئـيس السابــق منتقدا مسؤولين سياسيين يسعون إلى تحقيق طموحاتهم الشخصية ولم يعد الناشطون يرون فيهم ممثلين لهم.
وتنتمي ليز إلى عائلة لها ماض سياسي طويل إلى جانب والدها ديك تشيني الذي انتخب عن وايومينغ من 1979 إلى 1989، قبل أن يصبح وزيرا للدفاع في عهد جورج بوش الأب، ثم نائبا للرئيس جورج بوش الابن.
وحاولت هذه الأم لخمسة أولاد الحصول على مقعد في مجلس الشيوخ في 2014 قبل أن تشغل في 2016 المقعد الذي كان يشغله والدها في مجلس النواب.