أيتها الأم، لا تقومي بتأديب طفلك وأنت غاضبة، فقد يجعل الغضب تأديبك لطفلك انتقاما ويخرجك من غايته التربوية، ويفقدك سيطرتك على أعصابك، ويمنعك من تقديرك للأمر الذي يسببه تأديبك للطفل، وكذلك لا تسبي طفلك وأنت تؤدبينه، فالمفروض ألا تشتم ولا تسب الأم ابنها أبدا، وليس حين تأديبه فقط، ولكن عادة ما تصدر الألفاظ القبيحة من الأم وهي تؤدب طفلها، وكأنها تريد أن تؤلمه جسديا ونفسيا في وقت واحد.
فــــعلى الأم أن تحفظ لسانها وهي تـــــؤدب طفلها لأن غاية تأديبها هي تربية الطــفل، أما شتمه أو سبه فمناقض للتربية ومخالف لها، وعلى الأم أن تشرح للطفل سبب تأديبها له على خطئه، ويفضل أن يكون الشرح قبل التأديب أو معه على الأقل، وإذا لم تتمكن الأم من الشرح قبل التأديب أو أثناءه فلا مانع من القيام به بعد تأديبه حتى لا يحسب الطفل انه لا يستحق التأديب، حتى يستفاد منه وتتحقق الفائدة التربوية المرجوة، كما يجب ألا تؤدب الأم أولادها أمام الآخرين ولا تؤذيهم على خطأ سبب له ألما حتى لا تزيد آلامه، ليكون ضرب الطفل وسيلة للتأديب وليس للعقاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا، وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة».