من عادة العرب قديما رمي الشماغ أو العقال لطلب حاجة، ومن العرف أن تعيدها له، وتُلبي حاجته.
شاهدتُ مقطع فيديو لشاب غيور يتحدث عن حذفة العقال، أرسله لي الصديق العزيز «بوخالد» وطلب مني أن أكتب مقالة عن حذفة العقال.
قبل 200 سنة تقريبا، كان فيه مجموعة من البدو يقاتلون إحدى القبائل الغازية، ضاقت بهم السبل لمواجهة غزو القبيلة، فاقترحوا على قائدهم أن يستنجد بإحدى القبائل الكبيرة ويطلب منهم «الفزعة» ويرمي عقاله، لكي يلبوا حاجته، ويدافعوا عن قبيلته.
رفض القائد طلبهم وقال لهم: «عقالي ما ينزل إلا للأمور الثقيلة» وإن شاء الله نحاربهم ونستمر في الدفاع عن أنفسنا حتى ينصرنا الله سبحانه وتعالى.
اليوم مع الأسف حذفة العقال صارت سهلة، بحيث يدخل فرد من القبيلة المجلس ويرمي عقاله أمام الحضور طالبا منهم «الفزعة» لانتخابه بمجلس الأمة أو في الجمعية التعاونية، وعندما يفوز في الانتخابات.. مع مرور الأيام تتغير حالته المادية فجأة ويُصبح مليونيرا بعد أن كان مديونا وساكنا في بيت حكومة، ومعاشه ما يكفيه لنهاية الشهر.
«تكفه» أقولها لأبناء وبنات القبائل الكرام، بأن يحسنوا اختيار مرشحهم على أساس كفاءته، وشهادته، وأخلاقه، وأمانته وتقواه، وورعه ومحافظته على صلاة الفجر، لا على أساس حذفة عقاله فقط! والقصة التي ذكرتها لكم آنفا فيها العظة والعبرة.. فهل من مدكر؟ آمل ذلك.
٭ اقرأ واتعظ: نصيحة لنواب مجلس الأمة المقبل تخلوها «زي الحلأ في ودانكم» على رأي حبابينا أهل النيل، وهي قول الله سبحانه وتعالى: (وإنهُ لقسمٌ لو تعلمون عظيم) الواقعة 76.