لنحو نصف قرن من الزمان ساهمت مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي في رفد المكتبة العربية بسلسلة من الإصدارات الفكرية والابداعية التي عملت على تعزيز حركة الثقافة وتوطيد أواصر التواصل ما بين العالم العربي وتعزيز مكانة الكويت الثقافية.
وتميزت هذه المطبوعات بجودة في الطباعة وبالأسعار الزهيدة ما جعلها حاضرة بقوة في المكتبات السودانية لتسهم في بناء الوعي والمعرفة لأجيال من المثقفين.
وأعرب عدد من الشخصيات السودانية المعنية بالأدب والكتابة والكتب والقراءة في تصريحات متفرقة لـ «كونا» أمس عن اهمية تلك المطبوعات الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي بالقول انها ساهمت في تثقيف وتنوير العالم العربي.
وقال المدير السابق لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب حاتم الياس لـ «كونا» ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي لعب دورا كبيرا في تجسير المعرفة عبر سلسلة من المطبوعات عززت حركة التأليف والترجمة وكان لها اسهام مؤثر في تثقيف وتنوير العالم العربي.
ولفت الياس إلى ان السودان كانت حريصة على حضور دور النشر الكويتية وتواجد مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي في معرض الخرطوم للكتاب.
وأكد أن «استثمار الكويت في مجال الفكر والاستنارة والوعي عبر توفير مطبوعات فكرية قيمة بأسعار في متناول القراء يحسب للكويت ويمثل انجازا معرفيا كبيرا»، مضيفا ان «حجم المنجز الثقافي للكويت لا مثيل له ومطبوعاتها النوعية على مدار نصف قرن لاتزال مصدرا ضروريا لكل مكتبة».
من جانبه، قال القارئ الطيب أحمد الطيب لـ «كونا» انه «على مدار السنوات قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي بطبع ونشر الكثير من الابداعات العربية في شتى المجالات مساهما في رفد وإثراء المكتبة العربية بالكثير من الكتب والترجمات في شتى مجالات المعرفة».
وأضاف ان «إصدارات المجلس الوطني تميزت بجانب الاستمرارية لعقود بالتنوع والتعدد في شتى ضروب الفكر والمعرفة لإشباع مختلف الأذواق»، مضيفا ان «المطبوعات الكويتية خاصة من «سلسلة عالم الفكر» و«عالم المعرفة» تجد اقبالا من القارئ السوداني، ويظهر ذلك في معارض الكتاب وفي بحثه حتى عن الاعداد القديمة».
ويرى الكاتب والأكاديمي أحمد الصادق في تصريح مماثل لـ «كونا» ان «مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي تحظى بشعبية واسعة في السودان ويحرص القارئ على اقتنائها سواء في مجال النقد والفلسفة والعلوم الصحية والاجتماعية والإنسانية».
وقال الصادق «اننا ندين للكويت بالعرفان بفتحنا على المعارف وتشكيل وعي ناقد ونافذ».
وأوضح ان «القارئ السوداني بخاصة المنشغلون بالنقد الأدبي عرف مبكرا عنوانا دالا يهمنا جميعا وهو الشعر السوداني الحديث للمرحوم الدكتور عبده بدوي الى جانب طبع ونشر ترجمتين لواحد من اعظم المترجمين السودانيين عن الروسية السفير الراحل صلاح عثمان هاشم عن بيزنطة والسلاجقة والعرب الصقالبة من خلال مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي».