أحدثت الضربات النوعية التي شنتها القوات الأوكرانية على القوات الروسية خلف خطوط القتال لاسيما في القرم، خللا في قدرات الجيش الروسي الهجومية ما ادخل الحرب في حالة «تقارب الجمود في العمليات» لعدم امتلاك أي من الجيشين «القوات القتالية البرية الثقيلة لشن عمليات هجوم فعالة من شأنها التأثير على مسار الحرب»، بحسب خبراء غربيين.
و أعلن رئيس المجلس الوطني لتتار القرم رفعت تشوباروف أمس، أنه تم الإبلاغ عن ثلاثة انفجارات ودخان متصاعد في بلدة باخشيساراي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن تشوباروف قوله عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، «ترددت أنباء عن سماع ثلاثة انفجارات في بخشيساراي والدخان يتصاعد». وذكرت مصادر للوكالة أن الانفجارات وقعت بالقرب من مقر «أسطول البحر الأسود الروسي» في سيفاستوبول.
وأعرب خبراء الاستخبارات البريطانية عن اعتقادهم بأن التفجيرات المتكررة خلف الخطوط تمثل ضغطا على قوات الغزو الروسي.
وذكرت الاستخبارات البريطانية في التحديث اليومي الذي تصدره وزارة الدفاع البريطانية حول أوكرانيا، أن أيا من الجانبين لم يحقق تقدما في الجبهة الأمامية «لكن التفجيرات المتكررة خلف الخطوط الروسية ربما شكلت ضغطا على اللوجستيات الروسية والقواعد الجوية في الجنوب».
وفي هذا السياق، أكد مسؤول غربي، إن الانفجارات التي وقعت في 9 اغسطس الجاري في قاعدة ساكي الجوية القريبة من «نوفوفيدوريفكا» في القرم أدت إلى خروج أكثر من نصف الطائرات الحربية التابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود عن الخدمة.
وكشف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إن أوكرانيا تحقق حاليا وبشكل مستمر «تأثيرات فاعلة» في العمق خلف الخطوط الروسية وهو أمر له تأثير ملموس على الدعم اللوجستي الروسي و«تأثير نفسي كبير على القيادة الروسية».
وأضاف المسؤول أن أسطول البحر الأسود كان يكافح للقيام بأعمال تتجاوز كونه مجرد «أسطول دفاع ساحلي» يقوم في بعض الأحيان فقط بضربات صاروخية، وأن محاولته للتهديد بشن هجوم برمائي على أوديسا قد أحبطت.
وذكر أن الحرب بشكل عام تمر «بوقت يقارب الجمود في العمليات». وقال المسؤول «لا تملك القوات البرية لأي من الجانبين قوة قتالية برية ثقيلة تكفي لشن عمليات هجومية فعالة من شأنها التأثير بشكل جوهري على مسار الحرب».
في المقابل، قال رئيس الإدارة العسكرية في دنيبرو فالنتين ريزنيشنكو، إن الانفجارات التي هزت المدينة أمس، ناتجة عن إسقاط أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أربعة صواريخ كاليبر أطلقتها القوات الروسية.
ونقل عن فاليري زالوغني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، قوله إن الجيش استخدم أربعة صواريخ من طراز «إس - 300» فقط لإسقاط صواريخ كاليبر الروسية الأربعة بالقرب من دنيبرو.
وكانت سلوفاكيا، أعلنت في أبريل الفائت، أنها زودت أوكرانيا بمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «إس - 300» الروسية الصنع من ضمن الأسلحة المحددة التي طلبتها سلطات كييف من الدول الغربية.
وفي شق آخر من الصراع، تواصل كل من موسكو وكييف الاتهامات والتحذيرات من «هجوم محتمل» على محطة زابوريجيا النووية في جنوب شرق أوكرانيا، ما أدى إلى فرار بعض السكان المنطقة المحيطة بالمحطة، وسط تحذيرات دولية من «كارثة نووية عالمية» على غرار «تشيرنوبيل.
وتمنع السلطات الأوكرانية الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما من مغادرة البلاد، لحاجة البلاد إليهم لأداء الخدمة العسكرية، لذلك ساعدوا أسرهم على «مغادرة المدينة»، وفقا لـ«واشنطن بوست».
وأكد أحد سكان المدينة ويدعي، سيرغي أروسلانوف، ويبلغ من 46 عاما، أنه قرر إرسال عائلته إلى بلغاريا، مضيفا «القرار كان صعبا، لكنهم غادروا بسبب التهديدات التي تواجه المحطة» بحسب الصحيفة.
وتحدث بعض الموظفين عن الرعب اليومي من العمل في المنشأة النووية، مؤكدين «تدهور الوضع الأمني وفرار عدد من العمال من المحطة إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة»، مما زاد من المخاوف بشأن عمل المحطة.
وحذرت احدى سكان المدينة، من وقوع كارثة نووية تشبه تلك التي وقعت في تشيرنوبيل عام 1986، مشيرة إلى «سيناريو قد يكون أكثر رعبا».