- الزيدان لـ «الأنباء»: 15 عشاً للسلاحف في «قاروه».. نقص عددها هذا العام وتتعرض أحياناً للتخريب
- السلحفاة الخضراء وذات منقار الصقر تتواجدان في الجزر الجنوبية حيث تتوافر لها موائل طبيعية
دارين العلي
في خطوة تعتبر الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، وفي إطار جهودها للحفاظ على الحياة الفطرية وتأدية التزاماتها تجاه الاتفاقيات الدولية، قامت الهيئة العامة للبيئة أمس بإطلاق سلحفاتين بحريتين مجهزتين بجهاز تتبع ضمن المشروع الوطني لتتبع السلاحف البحرية في الكويت بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية.
وعلى هامش هذه الفعالية، أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة للشؤون الفنية د.عبدالله الزيدان لـ «الأنباء» أن المشروع يصب في خانة التكامل والعمل المشترك بين جهات الدولة سواء رسمية أو أهلية أو تطوعية، لافتا إلى أن كل جهة بمفردها لن تتمكن من تأدية العمل بالشكل المطلوب، وإنما بتضافر جميع الجهات المعنية سيكون الإنجاز بشكل أفضل لما فيه المصلحة العامة.
السلاحف مهددة بالانقراض
ولفت إلى أن هناك 5 إلى 6 أنواع من السلاحف البحرية، وهي حاليا وفق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في القائمة «الحمراء»، مهددة بالانقراض، وذلك لعدة أسباب أهمها الشباك السائبة التي تؤدي إلى اختناقها، وبالإضافة إلى تخريب أعشاشها للحصول على بيضها، وفقدان الموائل الطبيعية الخاصة بها، واصطدامها بالقوارب، عدا عن الملوثات البحرية وارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي تؤثر على نسبة نجاح خروج صغار السلاحف من بيوضها، مشيرا إلى أن الحرارة أيضا ساهمت في انخفاض نسبة غذائها.
الجزر الجنوبية موئل السلاحف
وأوضح أن هناك نوعين من السلاحف تتواجد في الكويت وهما السلحفاة الخضراء وذات منقار الصقر، وأماكن تواجدها في الجزر الجنوبية حيث تتوافر لها موائل طبيعية لحمايتها، كما أن الشعاب المرجانية توفر لها الغذاء اللازم، حيث تشكل التنوع الأحيائي في الشعاب المرجانية 25% من البيئات البحرية، وتعتبر جزيرة قاروه الجنوبية من أهم الجزر الرئيسية التي تشكل موائل للسلاحف البحرية.
فريق للرصد
وأعلن الزيدان عن تشكيل فريق مشترك العام الماضي بين الهيئة العامة للبيئة وجامعة الكويت لتقييم الأوضاع البيئية على جزيرة قاروه استمر عمله لمدة 3 أشهر في فترة الصيف وخلص إلى وجود ما يقارب 15 عشا للنوعين من السلاحف في الجهة الشرقية للجزيرة، كما تم تسجيل ملاحظات ببعض الممارسات الخاطئة كرمي النفايات في أعشاش السلاحف.
ولفت إلى انه خلال العام الحالي ومن خلال الزيارات لوحظ نقصان أعشاش السلاحف وهذا يعتبر مؤشرا خطرا.
وذكر أنه أحيانا يتم تسجيل دخول عدد من هذه السلاحف إلى بعض المنشآت البحرية، مشيرا إلى أن المركز العلمي يقوم بإعادة تأهيل هذه السلاحف والذي يستمر لمدة ستة أشهر إلى سنة لإعادة إطلاقها مجددا، مشيرا إلى أنه وضمن هذا المشروع تم التواصل مع الخبراء الدوليين كمستشارين وتم وضع مجسات وأجهزة تتبُّع على اثنتين منها وإعادة إطلاقها في الخليج.
تفاصيل المشروع
ولفت إلى أن المشروع تحت إشراف الهيئة العامة للبيئة وبالتعاون مع كل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، فريق عدسة البيئة الكويتية، وجامعة الكويت والمركز العلمي،
وأوضح أن جميع البيانات التي ستخرج من المشروع ستكون خاصة بالكويت وسيتم استخدامها في التواصل مع الجهات الدولية والإقليمية المعنية بمسيرة هذه السلاحف وفق التزامات الكويت بالمعاهدات الدولية الخاصة بالتنوع الأحيائي، معلنا عن التوقيع قريبا على الاتفاقية الدولية الخاصة بالكائنات الفطرية المهاجرة.
ولفت إلى أن توافر بيانات حول هذه الأنواع من الكائنات يسهل التواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية للحفاظ على حياتها في المناطق التي تتوجه إليها بهدف منع تصادمها مع الأنشطة البشرية.
هدف المشروع وأهميته
ولفت إلى أن أبرز أهداف المشروع تتبع مسار هجرة وتنقل السلاحف البحرية ليتم التعرف على المناطق التي تتم زيارتها لوضع خطط متكاملة لحمايتها ووضعها من ضمن خطط الهيئة بتخصيصها كمحميات طبيعية.
وأشار إلى انه من ابرز الأهداف معرفة إذا كان تمركز النشاطات البشرية أثناء فترة وضع بيوضها يمنع زيارتها للجزر واختيارها لمناطق اخرى، وتوعية العامة بخصوص الحفاظ على الموائل الطبيعية للسلاحف والحفاظ عليها.
تواجد السلاحف حالياً
حاليا وبعد يوم على إطلاقها، ما زالت السلحفتان موجودتين بالقرب من جزيرة قاروه وفق الخرائط التي ترسلها الأجهزة، ومن المحتمل أن تنتقل إلى جنوب الخليج العربي.
إذ إن الدراسات السابقة لاحظت أن هذه السلاحف تدور في كامل الخليج من الكويت إلى البحرين
ومن ثم الإمارات وتعود إلى الكويت ويتم العمل على توثيق مسيرتها عبر برنامج التتبع ضمن المشروع.
تاريخ السلاحف في الكويت وأنواعها
يعود تاريخ السلاحف في الكويت إلى الحضارة الدلمونية 2000 سنة قبل الميلاد الموجودة في جزيرة فيلكا، حيث دلت الآثار على وجود رسومات عليها للسلاحف في ذاك الوقت، ويوجد عالميا 5 إلى 6 أنواع من السلاحف البحرية يوجد منها على الأقل نوعان في البلاد في الجزر الجنوبية.
شكر وتقدير
شكر الزيدان باسم الهيئة كلا من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وفريق عدسة البيئة الكويتية وجامعة الكويت والمركز العلمي وفريق الغوص سنيار ووزارة الداخلية متمثلة بخفر السواحل على جهودها لإنجاح المشروع.