ربي يوفق إخواننا في السعودية، الشقيقة الكبرى، ها هي ملامح مشروع تعمير جزر البحر الأحمر بدأت تظهر على الأفق، على الرغم من حداثة إقرار المشروع، منذ سنتين فقط، ونحن اليوم نشهد ربط بعض الجزر في البحر الأحمر مع الساحل الرئيسي شمال مدينة جدة، كما أن الشاليهات في الجزر بدأت ملامحها تظهر، انتهت مرحلة صب الخرسانة وتشكيل المباني وجار الآن تشطيب الواجهات الخارجية، طبعا لا داعي للحديث عن موضوع «نيوم» ومطار نيوم، الذي شارف على العمل، فهذا موضوع آخر.
إخواننا في قطر لهم في هذا المجال إنجاز، جزيرة بنانا، تبعد عن كورنيش الدوحة أقل من كيلومتر واحد، حولت إلى منتجع سياحي على طريقة البهاما بالكامل، وهي بالخدمة منذ أكثر من عقد من الزمن، شاليهات بمسابح كورنيش حديث وجميل ومحلات للتسوق بديكورات البحر المتوسط، وطبعا هناك مشروع لؤلؤة الدوحة، «علم في راسه نار» كما يقول المثل.
إخواننا في الإمارات، دبي، الشارقة، وأبوظبي نفس الكلام، الاستثمار في الجزر لإيجاد فرص عمل وخلق سوق سياحي يوفي أدنى متطلبات وحاجات الأسر خصوصا ذوي الدخل المحدود، من حقي كمواطن أن يوجد لي أماكن للسياحة والتنزه بأسعار معقولة، بعيدا عن أسعار الشاليهات الفلكية، ولكن ماذا حدث لمشروع جزيرة فيلكا عندنا في الكويت؟ حسب علمي المتواضع كان المفروض أن ينتهي مشروع فيلكا في العام 2015 أو أكثر قليلا، حملة إعلانية حكومية صاحبت انطلاق المشروع وفيديوهات موجودة على الإنترنت تتحدث عن تفاصيل المشروع ومميزاته، ولكن إلى هذه اللحظة يبدو أنه لم يحصل شيء، لا تقدم على الإطلاق.
ليس من باب جلد الذات، ولكن أليس أجدى بنا أن نرسل فريقا إداريا إلى جيراننا الأعزاء لنعرف أسباب التقدم الصاروخي عندهم مع تعثرنا نحن في الخطوات الأولى؟، ربي يهنيهم جميعا، لكن يبدو أننا نعاني من مشكلة في الإدارة، أضعنا البوصلة فلم نعد نعرف كيف نضع الخطوة الأولى، فيلكا جزيرة واعدة، أكبر من جزيرة بنانا بمراحل، وأي إنجاز في مشاريع دول الجوار نستطيع أن نصنع أضعافه، المهم الطاقم الإداري والنية الخالصة، بعيدا عن الجينات الوراثية والقبلية والمحسوبية، فهمتم قصدي، وربي من وراء القصد وفي الختام سلام.
٭ نغزة: شركة المشروعات السياحية كيف الحال؟