اتهمت موسكو كييف، بقتل ابنة المنظر الروسي ألكسندر دوغين صاحب فكرة ضم أوكرانيا إلى روسيا والمقرب جدا من الرئيس فلاديمير بوتين، بعد انفجار سيارتها قرب موسكو، وفق وكالات أنباء روسية. وهو ما نفته أوكرانيا مرارا.
وزعم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أن منفذ عملية قتل الصحافية والسياسية داريا دوغينا، هي مواطنة أوكرانية فرت بعد الجريمة إلى إستونيا، متهما «الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الحادث»، وفقا لما نقلته وسائل إعلام روسية.
وأوضح أنها تدعى نتاليا فوفك، وكانت وصلت إلى روسيا في 23 يوليو الماضي، مع ابنتها شابان صوفيا من مواليد 2010.
وأضاف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه من أجل تنظيم عملية قتل دوغينا والحصول على معلومات حول أسلوب حياتها، استأجرت المواطنة الأوكرانية مع ابنتها شقة في موسكو في البناية التي تعيش فيها دوغينا، ابنة الفيلسوف اليميني المتطرف الملقب بـ«عقل بوتين».
ووفقا للمعلومات التي قالها جهاز الأمن الفيدرالي استخدم المنفذون سيارة صغيرة لمراقبة الصحافية، وعند دخولهم روسيا استخدموا أرقاما منجمية لجمهورية دونيتسك الشعبية، وفي موسكو استخدموا أرقاما كازاخستانية، وعند المغادرة استخدموا أرقاما أوكرانية.
بيد أن المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك، نفى في تصريحات للتلفزيون الرسمي تورط بلاده وقال: «أوكرانيا، بالطبع، لا صلة لها بهذا لأننا لسنا دولة إجرامية مثل روسيا الاتحادية، والأكثر من ذلك أننا لسنا دولة إرهابية».
وعزا الهجوم الى خلافات سياسية داخلية في روسيا، وهو ما اشار اليه سياسي روسي سابق، معلنا أن حركة حزبية غير معروفة حتى الآن تقف وراء الهجوم المميت.
وفي مقطع فيديو نشر على موقع يوتيوب، قال إيليا بونوماريف الذي يعيش حاليا في أوكرانيا، إن الهجوم «يفتح صفحة جديدة من المقاومة الروسية ضد البوتينية. إنها صفحة جديدة ولكنها لن تكون الأخيرة».
وبحسب بونوماريف، فحركة الجيش الجمهوري الوطني مسؤولة عن الهجوم الذي قتل ابنة الفيلسوف القومي اليميني أليكسندر دوغين وهو أحد حلفاء بوتين.
ولم يكن من الممكن التحقق من وجود الجيش الجمهوري الوطني، وأثار بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي شكوكا في أن حركة معارضة مرتجلة يمكنها تنفيذ مثل هذا الهجوم المعقد.
وبحسب بونوماريف، نفذت الحركة الحزبية الروسية بالفعل سلسلة من الهجمات في الشهور الأخيرة من بينها هجمات محدودة النطاق لإضرام النيران في المباني الرسمية.
ميدانيا، أطلقت روسيا صواريخ على بلدات تقع إلى الغرب من محطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا في جنوب أوكرانيا، بينما منعت العاصمة كييف أي تجمعات لإحياء ذكرى الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي التي تصادف غدا، خشية الهجمات الروسية.
وجددت ضربات المدفعية والصواريخ الروسية، مخاوف وقوع كارثة نووية ودفعت لإطلاق دعوات لنزع سلاح المنطقة المحيطة بالمجمع.
من جهته، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خطر وقوع هجمات أكثر شدة تزامنا مع الذكرى الحادية والثلاثين لاستقلال أوكرانيا. وحظرت السلطات المحلية في كييف الفعاليات العامة الكبرى وغيرها من التجمعات المتعلقة بالمناسبة اعتبارا من أمس وحتى الخميس بسبب احتمال وقوع هجمات صاروخية.
وبعد نحو 6 أشهر على انطلاق الغزو الروسي، أعلن القائد العام للجيش الأوكراني، فاليري زالوجني أمس، أن نحو تسعة آلاف جندي أوكراني قتلوا منذ 24 فبراير، حسبما نقلت وكالة «انترفاكس» الأوكرانية للأنباء.
وقال زالوجني خلال تجمع عام في كييف، إن هناك أطفالا أوكرانيين يحتاجون إلى اهتمام خاص لأن آباءهم ذهبوا إلى جبهة القتال وأصبحوا ربما من «التسعة آلاف بطل الذين قتلوا».
ويعد إعلان زالوجني من أحد التصريحات النادرة من مسؤولين أوكرانيين بشأن الخسائر العسكرية لكييف في حربها ضد القوات الروسية.