أعلنت قيادة منطقة الجنوب الأوكرانية تدمير مخازن ذخيرة ومواقع لقوات الدفاع الجوي الروسي في المناطق التي تحتلها جنوبي البلاد، في حين أبدت واشنطن قلقها إزاء ما وصفته بالتهديد المستمر الذي تشكله الضربات الروسية على المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا.
ومع انتهاء الشهر السادس من الحرب على أوكرانيا، واصلت روسيا التقدم على جبهة باخموت في الشرق، وأعلنت الإدارة المدنية والعسكرية الموالية لروسيا في خيرسون إصابة 15 شخصا جراء قصف أوكراني استهدف جسر إنتونوفسكي قرب المدينة.
وفي مقاطعة دنيبرو، جددت القوات الروسية قصفها لمدينة نيكوبول الواقعة على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمفاعلات محطة زابوريجيا النووية، وأعلنت الاستخبارات البريطانية أن الجيش الروسي يبني جسرا عائما فوق النهر لربط منطقة خيرسون بشرق أوكرانيا.
في المقابل، أظهرت موجة الانفجارات والغارات بطائرات بدون طيار مؤخرا مدى ضعف شبه جزيرة القرم التي ترسخ القوة العسكرية الروسية في البحر الأسود.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن القرم التي كانت بمنأى نسبي عن الحرب باتت جزءا من الأهداف الأوكرانية.
وأكد محللون ومسؤولون عسكريون أن الضربات في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا، بما في ذلك مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول في القرم، عرقلت خطط موسكو للتوغل أكثر في جنوب أوكرانيا، مما يجبرها على إعادة التفكير في استراتيجيتها الأوسع، بحسب ما نقل موقع «الحرة» عن الصحيفة.
وأفاد مسؤول غربي لم تكشف الصحيفة عن هويته أن التفجيرات السابقة بقاعدة ساكي الجوية في شبه الجزيرة قبل ايام، أدت إلى توقف أكثر من نصف الطائرات المقاتلة لأسطول البحر الأسود عن العمل، فيما قال رئيس دراسات حرب المدن في منتدى سياسة ماديسون، جون سبنسر، إن «قواعد اللعبة ستتغير إذا تم ضرب ساكي وسيفاستوبول». وأضاف سبنسر الذي خدم في الجيش الأميركي سابقا، أن «هذه الضربات تستنزف اللوجستيات والقيادة والسيطرة وفي النهاية قدرات أسطول البحر الأسود نفسه».
وبحسب المسؤول الغربي فإن الضربات قلبت أي خطط روسية بشن هجوم برمائي على أوديسا رأسا على عقب.
من جهته، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديميــــر زيلينسكي، باستعــــادة كل مدينة وقرية احتلتها روسيا بما فيها القرم. وقال خلال مشاركته في رفع العلم الأوكراني في النصب التذكاري في كييف للاحتفال باليوم الوطني أمس، إن «علم أوكرانيا الأزرق والأصفر سيرفرف مرة أخرى في المكان الذي يجب أن يكون فيه». وأكد أن شبه جزيرة القرم جزء من أراضي أوكرانيا، وأنه لن يقبل بغير استعادة السيطرة عليها كاملة. واعتبر أنه يجب الفوز على روسيا وتحرير القرم منها، لأن ذلك سيعزز الأمن في أوروبا، حسب قوله.
إلى ذلك، دعت السفارة الأميركية في كييف المواطنين الأميركيين مجددا إلى مغادرة أوكرانيا قدر المستطاع، محذرة من زيادة احتمال أن تشن روسيا ضربات عسكرية تزامنا مع ذكرى استقلال كييف عن الاتحاد السوفييتي.
وقالت في تحذير إن «وزارة الخارجية لديها معلومات بأن روسيا ستكثف الجهود لشن ضربات على بنية تحتية مدنية ومنشآت حكومية في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة». وحثت السفارة «الأميركيين على مغادرة أوكرانيا الآن باستخدام خيارات وسائل المواصلات البرية الخاصة المتاحة إذا كان ذلك آمنا».