رثاء للأخ العزيز عبدالرحمن خالد صالح الغنيم (رحمه الله)
سلامٌ عليك أبا هيثمِ
سلام يُردَّدُ ملءَ الفمِ
سلامٌ لأيامك العاطرا
تِ، تَنَزَّهْتَ فيها عن المأثمِ
فقد كنت فينا مثالاً يُرى
لِكُلِّ الجراحات كالبلسَمِ
وعشتَ الحياة كثير الوفا
ء، وشُوهِدْتَ للسوءِ لمْ تُقْدِمِ
وسرتَ حثيثا إلى المكرما
ت، ولم تتوانَ ولم تُحْجمِ
نهضتَ سريعاً بكل الفعا
ل، وما كُنْتَ يوما من النُّوَّمِ
وَقَلَّ نظيرُك في العامليـ
ن، فما كنتَ للغير بالمُبْهَمِ
فكنت ابن هذي البلاد الذي
حباها الجهودَ ولم تَسْأَمِ
ستمضي السنينُ كعاداتها
وذكراك في البال لم تُحْسَمِ
رَحَلْتَ فحلَّ عليك البكا
ءُ، فَكلٌّ لفقدك في مَأتَمِ
وضاقَتْ قلوبٌ بما كابَدَتْ
من الهمّ في الجوفِ كالعلقمِ
وصرتَ مثالاً لأجيالنا
فقد قمت بالعمل المحكمِ
وما كنتَ يوماً قليل العطا
ء، وما كنت يوماً بمُستسلمِ
لِما تقتضيه صروف الحيا
ةِ، وما جاء من حادثٍ مُرغِمِ
جعلت بلادك ملْء الجِنا
نِ، وبادلتها حُرقَةَ المُغْرَمِ
وقمت إليها بما لا يقو
م، به غيرُ مُعْنَى بها مُلْزَمِ
مَضيْتَ أبا هيْثمٍ فالقلو
بُ، تعود إلى أمل مُوهِمِ
بأنك لازلت من حولنا
بوجهك في بشره المُفعَمِ
وأنك حين رأتكَ العيو
نُ، رَأَتْ رجلا بالهُدَى يحتمى
لك الله من راحلٍ راعنا
بهَمٍّ نُكابده مُؤْلمِ
تمرّ علينا به الذكريا
تُ، لها في الخواطر كالمعْلَمِ
نردِّدُها دائما بيننا
بها قد أبنَّا ولم نَكتُمِ
وجار الزمان على حالنا
فلله من زمن مُظْلِمِ
نُحاذِرُهُ وهْوَ يمضي بنا
إلى كنفٍ مُغبَرٍ أقْتمِ
أبا هيْثمٍ قمتَ ملء القلو
ب، مقام الحبيب بها المُكْرَم
وهذي الكويت التي لم يزل
بها حب مَنْ حَولها ينتمي
تبادلك اليوم حُبًّا بحـ
بٍّ، وإن كنت بالأمرِ لا تعْلمِ
مددنا إلى الله كفَّ الدعا
ء، وقلنا ترفَّقْ بنا وارْحمِ
أتاك الفقيد كما قد قَسَمْـ
ت، تعاليت في قُدْرة المقْسمِ
فأنعم عليه بدار النعيـ
ـم تباركت يا ربُّ من منعمِ