- محمد الصقر: القضية الفلسطينية والقدس هي قضية عقيدة وانتماء وقضية إنسانية ووطنية
- «الغرفة» كانت دائماً في طليعة الجهات الداعمة للقدس.. وفلسطين وشعبها.. مالياً وبحثياً وإعلامياً
- تركي الفيصل: نتشرف بالحضور لتقديم وثيقة ملكية مبرة الشيخ صباح الأحمد في مدينة القدس
- منيب المصري: ندعوكم لتعزيز صمود القدس أمام ما تواجهه من تدمير واقتلاع وتهجير لسكانها
طارق عرابي
أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت محمد جاسم الصقر أن القضية الفلسطينية وقضية القدس هي قضية عقيدة وإنتماء بالنسبة للكويت شعبا وحكما وحكومة، وانها قضية انسانية وأخلاقية، بل وقضية وطنية بقدر ما هي قضية فلسطينية وعربية.
وقال الصقر خلال استقبال غرفة تجارة وصناعة الكويت صباح أمس، وفد صندوق وقفية القدس برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الصندوق، ومنيب المصري رئيس مجلس إدارة الصندوق، قال انه ورغم النكبات العديدة والشديدة التي تتابعت على العالم العربي في العقدين الأخيرين، فإن قضية فلسطين ستبقى هي القضية العربية الأم، لأنها القضية التي لاتزال المحرك الأساس وراء معظم أحداث المنطقة، ولأنها مازالت، وبشكل أو بآخر، مؤثرة بكل الدول العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وأضاف: «كرئيس لغرفة تجارة وصناعة الكويت أشعر باعتزاز كبير بأن هذه الغرفة - بكل ما تمثله ومن تمثله - كانت دائما في طليعة الجهات الداعمة للقدس وأهلها، وفلسطين وشعبها، ماليا وبحثيا وإعلاميا، ولعلها الغرفة الوحيدة التي أصدرت طابعا ماليا على معاملاتها خصص ريعه لفلسطين، كما تعاونت مرارا مع الهلال الأحمر الكويتي لتقديم المساعدات الانسانية والتعليمية، وكان آخر نماذج هذا التعاون المساهمة في إعادة إعمار حي الشيخ جراح بعد ما تعرض له السنة الماضية من عدوان».
وأكد الصقر ان غرفة تجارة وصناعة الكويت ستستضيف في نوفمبر المقبل اجتماعين لكل من مجلس إدارة إتحاد الغرف الخليجية، واتحاد الغرف العربية، حيث سيتم عرض موضوع دعم صندوق وقفية القدس في هذين الاجتماعين.
صندوق تمكين القدس
من جانبه، أعرب سمو الأمير تركي الفيصل عن امتنانه وتقديره لحسن الاستقبال، معبرا عن سعادته بهذه الزيارة، موضحا أنها تأتي عقب الانتهاء من تأسيس صندوق تمكين القدس لدى البنك الإسلامي للتنمية كمؤسسة دولية مالية تضمن أعلى معايير الشفافية والحاكمية، وأن الهدف منها عرض تفاصيل الصندوق وبحث سبل تشجيع ودعم الاستثمار الوقفي بمدينة القدس، كما أكد على اهتمامه باستقطاب المستثمرين وإطلاعهم على الفرص الاستثمارية لتحقيق ما تحتاج اليه مدينة القدس من مشروعات وخدمات.
وقال الأمير تركي الفيصل «نتشرف بحضورنا لتقديم وثيقة ملكية مبرة الشيخ صباح الأحمد الصباح في مدينة القدس، والتي قام بها أبناء القدس، عرفانا لجميل الشيخ صباح الأحمد وللكويت لدعم الشعب الفلسطيني، كما يسعدني وجود حفيد الشيخة سعاد الصباح التي كانت أول متبرع لوقفية القدس عندما اجتمعنا في الكويت منذ عدة سنوات».
تعزيز الصمود
بدوره، عبر رئيس مجلس إدارة صندوق وقفية القدس منيب المصري عن جزيل شكره على تنظيم اللقاء الذي سيساهم في دعم أهداف صندوق وقفية القدس والنهوض بمدينة القدس وتعزيز صمودها أمام ما تواجهه من محاولات تدمير واقتلاع وتهجير لسكانها ومصادرة أراضيها، مبينا أهمية العمل المشترك لتنفيذ الخطط والبرامج المطلوبة لإنقاذها.
وقال في افتتاحية كلمته أمام مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت: «السلام عليكم الكويت اميرا وحكومة وشعبا، السلام على مواقف الكويت الوطنية العروبية الاصيلة المشرفة، السلام على عطاء الكويت الذي لا ينضب والسلام على روح أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي كان داعما لصندوق وقفية القدس وشرفنا برعايته لاجتماعات مجلس الامناء عام 2018، والسلام للكويت من فلسطين العروبة السلام للكويت من القدس بمسجدها الاقصى المبارك السلام للكويت ممزوجا بكل معاني الحب والتقدير والشكر من كل فلسطيني ولكل ابناء الشعب الكويتي الذين اثبتوا انهم خير داعمين ومساندين للقدس وأهلها».
وأضاف: جئنا بمعية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل حفظه الله، ابن الملك فيصل شهيد القدس، وبرفقة د.هبة الأحمد المدير العام لصندوق التضامن الاسلامي للتنمية والاستاذ الدكتور عماد ابو كشك رئيس جامعة القدس وأمين سر صندوق ووقفية القدس، وولدي عمر الذي أحمله امانة القدس من بعدي، لنقول لكم واقدساه، لنقول لأبناء الكويت واقدساه، وكلنا ثقة بأن اهل الكويت خير من لبى النداء.
وأكد المصري أن صندوق وقفية القدس نجح عبر سبع سنوات من العمل في كفالة تعليم مئات الطلبة وترميم مئات المنازل، ودعم عشرات المؤسسات الصحية، والثقافية، والتعليمية، وشراء ووقف العديد من العقارات، واليوم قررنا توحيد الجهود وتعزيزها من خلال البنك الاسلامي للتنمية الذي أكسب مشروعنا مصداقية اكبر وحماية اكبر باعتباره منظمة مالية ودولية يشهد لها العالم، وليكون كل مسلم قادرا على ان يساهم من خلال صندوق تمكين القدس من خلال التبرع الوقفي المسترد بعد عشر سنوات او من خلال المنح او من خلال الاستثمار، والاستثمار في القدس استثمار مبارك في الدنيا والآخرة.
ولفت المصري إلى أن القدس تعاني كل يوم والاحتلال يستهدف الحجر والشجر والبشر، ويسعى الى تهجير الشعب الفلسطيني، لذا فإنه من الواجب المساهمة في تعزيز صمود المقدسيين على ارضهم، مقترحا ان تتبنى غرفة تجارة وصناعة الكويت حشد 10 ملايين دينار كويتي لدعم مشاريع خيرية وتنموية، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة مشتركة للاستثمار في بناء 1000 وحدة سكنية في مدينة القدس، بين رجال الاعمال الفلسطينيين والكويتيين والسعوديين والاردنيين بشكل اولي على ان يكون استثمارا وطنيا يهدف لتعزيز صمود المقدسيين وثباتهم، معربا عن أمله في ان يتم تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة هذا البرنامج.
بعد ذلك تم تقديم عرض يشرح مشاريع صندوق تمكين القدس وفيديو عن التقرير السنوي للصندوق وأهدافه التي ترمي الى تحقيق التنمية في القطاعات المختلفة في مدينة القدس بما يحافظ على الهوية الوطنية والصمود الفلسطيني في القدس.
ثم تم تقديم عرض برنامج المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الوقفي والخيري في مدينة القدس الشريف، وهو برنامج لمساندة المقدسيين وتعزيز صمودهم، وجسر خير بين القدس والكويت.
.. ووزير الخارجية بحث سبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني
كونا: التقى وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، صباح أمس، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس منيب المصري، بمناسبة زيارته والوفد المرافق إلى الكويت.
وتناول اللقاء التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية والوضع القائم في القدس وسبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وتمكينه من مواجهة المعاناة الإنسانية التي يمر بها.
وثيقة وقفية الشيخ صباح الأحمد
استعرض عضو وفد وقفية القدس طاهر الديسي وثيقة تأسيس وقف الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التعليمي في القدس الشريف والتي جاء فيها:
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول العالمين محمد صلى الله عليه وسلم وسلاما طيبا على أمير الانسانية، أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي نهج منهج رسول العالمين، فكان مدرسة في العطاء والبذل وسطر صفحات ناصعة من الدعم المتواصل لمشاريع انسانية في كثير من البلدان، فسمي قائدا للعمل الانساني تقديرا من قبل الامم المتحدة لدوره في الوقوف الى جانب شعوب العالم ومحاولة التخفيف من معاناتهم من خلال مبادراته الانسانية.
كما كان دور الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ثابتا في دعم فلسطين وشعبها، اذ لم يدخر جهدا في ويوم من الايام الا وقد رفع صوته عاليا من اجل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ونصر قضيته العادلة وسار على نهجه الكويتيون قادة وشعبا من بعده على ذات الدرب والمسيرة.
ومن باب الوفاء لأهل الوفاء ورد الجميل لصاحب المواقف المشرفة وما صنعت يداه على مدار سنين عمره الحافلة، بالخير والإنسانية، ونظرا للأدلة الشرعية بمشروعية الوقف وما حث عليه الاسلام في هذا الجانب، فقد حررت هذه الوثيقة قربة لله تعالى وشكرا وعرفانا واعترافا بمكانة وحضور الكويت وأميرها الراحل في قلوب الفلسطينيين جميعا، لنعلم لكم في يوم الاثنين الموافق 22 اغسطس 2022 عن تأسيس وقف الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مدينة القدس وبقرب المسجد الاقصى المبارك بتبرع من مؤسسة التعاون وصندوق ووقفية القدس، ليكون صدقة جارية لروحه الطاهرة وهدية مقدمة من الشعب الفلسطيني بكافة اطيافة وشرائحه، وليكون منبرا ولؤلؤة من اللآلئ التي تحمل اسم الكويت على ارض فلسطين المباركة وجسر خير يربط دولة فلسطين بالكويت ويعزز اواصر الاخوة والمحبة بين الشعبين.
الأحمد: 84% من المقدسيين تحت خط الفقر
أكدت المدير العام لصندوق التضامن الاسلامي للتنمية د. هبة الأحمد أن صندوق التضامن هو احد صناديق مجموعة البنك الاسلامي للتنمية، وهو ذراع البنك للتخفيف من الفقر، برأسمال 10 مليارات دولار.
وأضافت ان مجموعة البنك الاسلامي والصناديق العربية، بذلت جهودا كبيرة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، كما قام البنك وبالتعاون مع مجتمع الشرفاء بتكوين صندوق الاقصى الذي تم من خلاله استثمار مليون دولار في البنى التحتية في جميع أنحاء فلسطين، وصندوق الاوقاف بتبرع من المملكة العربية السعودية، وصندوق تمكين الشعب الفلسطيني، وهو صندوق استثماري لكل فلسطين.
وعليه تم إنشاء صندوق تمكين القدس الذي يركز فقط على القدس والمقدسيين كصندوق مكمل لصناديق البنك الاسلامي للتنمية، حيث تم تأسيسه بالتعاون مع صندوق وقفية القدس ومؤسسة التعاون ويركز على التنمية المجتمعية والتمكين الاقتصادي، علما بأن 84% ممن يعيشون في القدس تحت خط الفقر، مضيفة أن احتياجات القدس والمقدسيين كبيرة جدا وتقتضي تكثيف الجهود للحصول على دعم رجال الأعمال في الكويت التي ما فتأت تدعم القدس والمقدسيين.