أعلن التيار الصدري في العراق بزعامة مقتدى الصدر استعداده لتوقيع اتفاق لحل الازمة السياسية الراهنة بشرط عدم اشتراك الأحزاب في الانتخابات المبكرة المقبلة.
وقال صالح محمد العراقي، المتحدث باسم الصدر والملقب بـ «وزير القائد» في تغريدة أمس: إن «هناك ما هو أهم من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، وهو: عدم اشتراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت في العملية السياسية منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 والى يومنا هذا.. بكل تفاصيلها قيادات ووزراء وموظفين ودرجات خاصة تابعة للأحزاب، بل مطلقا.. بمن فيهم التيار الصدري.. أقول ذلك وبملء الفم».
وأضاف: «بدلا من كل المبادرات التي يسعى لها البعض بما فيهم الأمم المتحدة مشكورة.. أنا على استعداد وخلال مدة أقصاها (72) ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك ومن الآن»، رافضا ما يمكن ان يقوله البعض من ان يكون تحقيق ذلك بعد الانتخابات المقبلة، ورافضا ان «يتحقق ذلك بطريقة دموية».
وتابع: «وإذا لم يتحقق ذلك، فلا مجال للإصلاح، وبالتالي فلا داعي لتدخلي بما يجري مستقبلا لا بتغريدة ولا بأي شيء آخر».
في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من احتمال الانزلاق نحو اقتتال داخلي جديد في ظل الأزمة السياسية المستفحلة، مؤكدا أن الحل يكمن في تقديم الجميع تنازلات من أجل العراق.
وجاءت تصريحات الكاظمي خلال كلمة نقلت على الهواء مباشرة خلال «المؤتمر الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة» الذي عقد في بغداد أمس بمشاركة الرئيس برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وأكد رئيس الوزراء العراقي في كلمته التي اوردتها وكالة الانباء العراقية «واع» أن الازمة التي يمر بها العراق حاليا ليست أزمة أمنية، قائلا: «نحن في أزمة سياسية وصراع بين إخوة الوطن الواحد وبين من كانوا يقاتلون الإرهاب في خندق واحد.. للأسف هذه الأزمة السياسية تهدد الإنجاز الأمني وتهدد استقرار الناس التي بدأت تشعر بالقلق والإحباط».
وشدد على أنه في «اللحظة التي إن حدث فيها صدام ـ لا سمح الله ـ، فإن إطلاق الرصاص لن يتوقف وسيبقى لسنين».
من جهته، أكد الرئيس العراقي برهم صالح في كلمته امام المؤتمر أن بلاده تمر بظرف دقيق وحساس وتحديات جسيمة، مشددا على أن «التعثر السياسي الراهن أمر غير مقبول».
وفي سياق متصل، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، على ضرورة الجلوس على طاولة الحوار والمضي بإجراء انتخابات مبكرة، مجددا تأييده لمبادرة الحوار الوطني بين مختلف الكتل والقوى السياسية.
بدوره، قال رئيس تيار «الحكمة الوطني» عمار الحكيم، إن الانتخابات المبكرة خيار قابل للمناقشة والتفاهم والتنفيذ.
واضاف الحكيم في مداخلته خلال مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة ان «الذهاب إلى انتخابات مبكرة بحاجة الى تمهيدات ومناقشات برلمانية وقانونية تجعل من هذا الخيار مسارا عمليا آمنا ومقبولا من جميع الشركاء».