كل متابع لما يجري في الكويت هذه الأيام يلاحظ أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وأن التغيير إلى الأفضل واضح للعيان، وأن القانون يطبق على الجميع وبلا استثناء ومحاباة، وهذا ما نتمناه ونريده لوطننا الكويت، واللافت في الأمر أن التصويت أصبح بالبطاقة، كل ما ذكرته يعد إنجازا لهذه الحكومة، وقد لاحظنا أن جميع وزارات الدولة مستنفرة والعمل فيها جار على قدم وساق، فلم تعد الكراسي مغرية عند السادة الوزراء، ولا شك أن من أهم وزارات الدولة وزارة الداخلية، فهي العين الساهرة على أمن المواطن والمقيم، من هنا أقول في البداية أنه لابد أن نشد على يد نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ طلال الخالد ونبارك له نجاحاته المتتالية وغير المسبوقة في هذه الوزارة.
إن هذه النجاحات أصبحت حديث دواوين الكويت وقد تجاوزت ذلك بأن صارت مثار إعجاب المجتمع الكويتي كله، فهذا الرجل لا يجف له لبد ولا يستريح، تجده في كل مكان، والحقيقة أن الشيخ طلال طبق القانون بحذافيره وأثلج صدورنا بجهوده المتواصلة لخدمة أمن الكويت وأهلها، وقد أنجز مهمته على أكمل وجه وجعل من وزارة الداخلية خلية نحل، في أقصر مدة، وهذا ليس غريبا عليه فقد قام مشكورا بنفس الدور الذي قام به عندما كان محافظا، فنزل إلى الشارع وفهم ما يريده الناس، وقد رأيناه شعلة نشاط لا يكل ولا يمل، فليته يكون وزيرا بالأصالة لوزارة الداخلية ووزارة الدفاع لأنه قادر على الإنجاز.
ولكن هناك أمورا لابد أن نشير إليها وننبه لها ونوضحها له، خصوصا أنها من الأهمية بمكان، وكي يكتمل هذا النجاح غير المسبوق ولا أخالها تخفى عليه، وأجزم بأنها لم تغب عنه وأنه يعد العدة لها وأولها ضرورة أن يكون هناك شرطة آداب موزعة على كل الأسواق لحفظ الأمن، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن التحرش زاد عن حده وأصبح على مسمع ومرأى كل من يذهب إلى أسواق الكويت، حتى ان الأسر صارت تتردد في الذهاب إلى الأسواق خوفا من ذلك، فالشباب المتسكع ليس له مهنة في هذه الأسواق إلا التحرش بالنساء بجرأة زائدة عن حدها، ولا يهمه إذا رآه الناس أم لم يروه، فما يفعله أقل من عادي بالنسبة له!
وصور هذه الظاهرة السيئة التي تفشت في الكويت كثيرة، وقد رأيناها مرارا وتكرارا ومن هنا أشدد على ضرورة وجود شرطة آداب في هذه الأماكن لعل وعسى أن يقضى على هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الكويتي وتختفي، أما الموضوع الثاني وهو لا يقل أهمية عن الموضوع الأول، فهو خاص بالضباط والأفراد الذين يضعون نقاط تفتيش في كل أنحاء الكويت وهذا واجبهم، فمع شكري للدور الذي يقومون به إلا أنهم يحتاجون الى دورات تدريبية في فن التعامل مع الناس، فهم يمثلون جهازا أمنيا حساسا يحتك بالمواطنين والمقيمين والبعض منهم لا يعرف كيف يتعامل مع الناس، خصوصا صغار الرتب وحديثي التخرج، فلابد من تثقيف رجل الأمن وتهيئته لهذه المهمة فهي ليست بالسهلة، وقد رأينا بالدول المتقدمة كيف يتعامل رجل الأمن مع الناس بكل لباقة ولطف ونتمنى لو رأينا مثل ذلك عندنا في الكويت.
وفقكم الله وسدد خطاكم وجعل النجاح حليفكم ودمتم سالمين.