على غرار مختلف القطاعات التي تشهد أزمات معطوفة على الأزمة الاقتصادية الخانقة في سورية، تشهد الخدمات الطبية تدهورا كبيرا، لا يشكل نقص الأدوية كل جوانبه.
فقد أكد نقيب الأطباء غسان فندي أن هناك نقصا في الأدوية في المشافي العامة بانقطاع بعض الزمر الدوائية وقلة في زمر موجودة.
ونقلت صحيفة «الوطن» عن فندي إرجاعه النقص في بعض الأدوية والمستلزمات في المشافي إلى العقوبات الغربية على سورية، علما أن وزارة الخزانة الأميركية أكدت سابقا أنه لا يحظر تصدير المواد الغذائية من أصل أميركي ومعظم الأدوية إلى سورية، ولا يتطلب تصديرها الحصول على ترخيص من مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة (BIS)، أو ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، وبالتالي فإن الأشخاص غير الأميركيين لن يتعرضوا لخطر العقوبات بموجب «قانون قيصر لحماية المدنيين في سورية» لمشاركتهم في مثل هذا النشاط.
ولفت فندي إلى أن العمل جار على تأمين الزمر المقطوعة بعدما تم تأمين بعض هذه الزمر، معتبرا أن الجهة المعنية في هذا الموضوع هي وزارة الصحة وأن دور النقابة هو المطالبة في حال وجدت أن هناك نقصا في الأدوية.
من جهته، رأى الرئيس الفخري للطب الشرعي في سورية والأستاذ في كلية الطب في جامعة دمشق حسين نوفل أن هناك نقصا كبيرا في المشافي العامة وهذا يؤدي إلى تدهور الخدمات الطبية فيها.
واعتبر نوفل أن آليات استجرار الأدوية غير صحيحة وذلك بأن تكون هناك لجنة مركزية هي التي تتولى عملية الاستجرار، مطالبا بإلغاء اللجنة المركزية وإذا كان لابد من وجودها فإنها تتحول إلى لجنة مراقبة على المشافي في موضوع استجرار الأدوية في حين يتم استجرار الأدوية من لجان تابعة لهيئات المشافي بحكم أنها على دراية بكميات الأدوية التي تحتاج اليها كل هيئة.
واعتبر أن نقص الأدوية في المشافي يؤدي إلى تدهور الخدمات الطبية وبالتالي لابد من إيجاد حلول جذرية لهذا الموضوع بأن تكون لكل هيئة لجنة لاستجرار الأدوية.
وبين أن نقص الأدوية في المشافي العامة ينشط السوق السوداء بشكل كبير وذلك عندما يلجأ المرضى إلى تأمين أدويتهم من بعض الصيدليات ومراكز لبيع المستلزمات الطبية وهو يجهل مواصفات هذه الأدوية أو المستلزمات التي اشتراها فمن الممكن أن تكون نوعيتها جيدة ومن الممكن أن تكون غير ذلك وبالتالي هذا يشجع على الترويج للمستلزمات الطبية والأدوية السيئة باعتبار أن المرضى يشترونها من دون النظر إلى جودتها المهم هو تأمين هذه الأدوية، إضافة إلى التكاليف الزائدة التي يدفعها المريض لأدوية ومستلزمات طبية جودتها ليست جيدة.