ساد الهدوء الحذر العاصمة الليبية طرابلس لليوم الثاني على التوالي امس بعد اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين، إلا أن الميليشيات المسلحة تواصل التحشيد واستدعاء الحلفاء استعدادا لفصل جديد من المعارك على ما يبدو.
وقال طبيب من سكان العاصمة طرابلس رفض الكشف عن هويته لدواع أمني، إنهم مازالوا عالقين داخل الشوارع التي شهدت اشتباكات وتعرضت لقصف متواصل السبت الفائت، وذلك كونها نقطة تماس بين الميليشيات المتحاربة، وأن هناك مخاوف من مغادرة المنازل خوفا من الاستهداف.
وأوضح الطبيب الليبي في حديث لموقع «سكاي نيوز عربية» أنه كانت هناك طلقات تحذيرية تطلق بشكل منتظم في الشوارع لمنع المواطنين من النزول.
وأكد أن المنطقة تعرضت لقصف شديد والخسائر ضخمة، وهناك بعض الأبنية احترقت بالكامل، ولا يعرف أحد مصير أهلها حتى اللحظة بسبب عجز عربات الإسعاف عن الدخول بسبب الميليشيات.
وأشار إلى أن شارع الزاوية تعرض لأبشع أنواع القصف، كما أن السكان بلا مياه وغذاء منذ الأحد، وأنهم أطلقوا نداء استغاثة لإجلائهم وتوفير ممرات آمنة للخروج دون خسائر.
وقال مركز طب الطوارئ والدعم بطرابلس في بيان إن فرقه نجحت في توفير ممرات آمنة في بعض المناطق التي شهدت الاشتباكات، لكنها في الوقت نفسه لم تستطع توفير ذلك في بعض المناطق الأخرى.
وأوضح البيان أن وحدة الإسعاف التابعة له نصبت تمركزات لسيارات الإسعاف بالقرب من أماكن الاشتباكات لإجلاء العالقين، لكنها لا تستطيع القيام بمهامها على أكمل وجه.
من جهته، حذر المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، من ان ما حدث في عام 2014 يعيد نفسه الآن، «فالتخبط السياسي سيؤدي إلى مزيد من الاقتتال» بين الفصائل المسلحة.
وأوضح الفيتوري في حديث لـ «سكاي نيوز عربية» أن «تعنت أحد الأطراف وتشبثه بالسلطة تسببا في الحرب الدائرة الآن، والرصاصة الأولى التي أطلقت ستأتي بعدها مزيد من الطلقات التي ستحصد أرواح الليبيين».
وأكد أن الميليشيات المتحاربة لن تتراجع، مشددا على أن «الحل الآن سيكون في أيدي حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية، إذ عليها التسليم والمغادرة بشكل آمن حقنا لدماء الليبيين»، وتسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا المكلفة من قبل برلمان طبرق شرقي ليبيا.