الديوانية عبارة عن مكان يجتمع فيه الضيوف سواء كانت الديوانية للذكر أو لاستقبال الأقارب والأصدقاء والجيران من أجل الحديث في شتى المواضيع في وقت الفراغ.
كنت في ديوانية جُلّ من فيها من الكبار سنا ومقاما، واثنين من الشباب، هالني اذا رأيت أحد الشابين قد استحوذ على الحديث، غير عابئ او مراعٍ لمقام من شرفت بهم وعمرت تلك الديوانية.
موقف الشاب ذكرني بموقف عبدالله بن عمر بن الخطاب وإليكم الموقف:
«يروي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل اصحابه عن شجرة لا يسقط ورقها وشبهها بالمؤمن.. عجز الصحابة عن معرفتها، الا عبدالله بن عمر وكان اصغرهم سنا عرفها، ولكنه استحيا ان يجيب والمجلس فيه كبار الصحابة توقيرا لهم، وفسرها لهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرفها لهم وهي النخلة لكثرة خيرها ومنافعها وطيب ثمرها».
الأدب الثاني: عدم نقد أو نصح صديقك في الديوانية علانية أمام الحضور، وذلك يغضبه فقد يرد عليك الصاع صاعين او يسكت ويكظم غيظه.
وفي هذا المقام يقول الإمام الشافعي:
تعمدني بنصح في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
الأدب الثالث: منع التدخين في الديوانية نهائيا، لأن التدخين يؤذي الآخرين ويسبب الأمراض.
الأدب الرابع: عدم الخوض في سيرة الناس (الغيبة)، فقد حرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
الأدب الخامس: عدم رفع الصوت في الديوانية، لأنه مزعج وفيه أذى للآخرين، وقد وصى لقمان الحكيم ابنه بعدم رفع الصوت (واغضض من صوتك).
الأدب السادس: عدم السخرية والاستهزاء من الآخرين، لأن ذلك يؤذيهم ويجرح مشاعرهم، وربما يحدث شجارا او زعلا او قطيعة.
الأدب السابع: عدم الانشغال بالموبايل أثناء حديث الضيف، لأن ذلك يعتبر إهانة بحقه وتقليلا من شأنه.
الأدب الثامن: عدم السهر لمنتصف الليل في الديوانية، وإضاعة صلاة الفجر التي تشاهدها الملائكة.
هذه بعض «آداب الديوانية» ذكرتها لكم، أرجو ان تحوز رضاكم بإذن الله تعالى.