كثرت في الآونة الأخيرة البرامج التي يتحدث الإعلاميون من خلالها عن العلاقة بين المرأة والرجل، فالكل يجتهد لوضع أفكار لإنجاح هذه العلاقة وكيفية التغلب على العقبات التي تسبب تعثر الاستمرار في الزواج وإنجاحه.
إلا أنه وللأسف أغلب ما يقال في هذه البرامج غير صحيح وغير دقيق، وهو بالتالي ممتع للمشاهدة فقط، ولكن أن يتم تطبيق ما يقوله هؤلاء الإعلاميون أجده كارثيا على كثير من البيوت السعيدة والعلاقات الزوجية الناجحة.
المشكلة أن البعض يقوم بترديد نصائح للمرأة والرجل لكي يتم اتباعها في علاقتهما الزوجية وهي التي قد تكون سببا في الطلاق، لأنه أولا الزواج والطلاق قسمة ونصيب ومن يحاول أن يغير هذه الحقيقة، فهو يردد عبارات غير المسلمين ويسقطها على المسلمين، فالله سبحانه يقدر الأقدار وقالوها بعض المشايخ المعتمدين في البحث في السنة النبوية الشريفة أنه لا احد يختار والديه أو زوجه أو أبناءه فهذه أمور قدرية بحتة.
المشكلة أن بعضا ممن يسوقون هذه البرامج يلغون حقائق إيمانية في عقيدة المسلمين ويحاولون أن يبنوا عليها قواعد في التعامل في حقيقتها مغايرة لكل أعراف المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم، فمن يقدر الله عليها زوجا ما ومن يقدر الله عليه زوجة ما عليه أن يتقي الله ويقوم بكل الواجبات التي أمره ديننا الحنيف بها، ثم النتيجة على الله إما أن تستمر هذه العلاقة أو تفشل.
ولكن أن يتم ترويج نصائح في الإعلام تكون سببا في إفساد علاقة الزوجين هنا من الضروري أن ننقذ البيوت العامرة وننصحهم بألا يلتفتوا لمثل هذه البرامج، وإذا كانت هناك نصيحة فمن المفترض أن يطبقها احدهم فهو ما جاء في ديننا وليس ما يروج به علم النفس الحديث والبرامج الإعلامية.
فمخطئ من يعتقد أن هناك قاعدة في العلاقات الزوجية يمكن أن يتم تطبيقها، فالنفس البشرية ليست واحدة وما يعجبك لن يعجب غيرك، وما يعجب غيرك لن يعجبك، هذه توافيق من الله عز وجل أن يؤلف الله بين رجل وامرأة، فيفهم كلاهما الآخر ويتكيف معه، والبيوت العامرة أساسها الحب والمودة، فهذه التي تقوي الأواصر والروابط الأسرية.
أما ما يتم الدعوة له في الإعلام من أمور على سبيل المثال على المرأة أن تفعلها حتى يتمسك بها زوجها، هي في حقيقتها من ستطبقها ستحصل بعدها على ورقة طلاقها بصورة مستعجلة، وبالأخص في كثير من البيوت الشرقية التي تختلف عن سواها.
فالمرأة في الأصل عليها طاعة زوجها، إلا أن البعض من المعاصرات ينصحن الزوجات بعدم طاعة الزوج والتمرد عليه، وبالتأكيد من تتبع هذه النصيحة المخالفة لما أمرنا به رسولنا الكريم فهي آثمة، لأن الأصل طاعة الزوج، ولكن إذا أطاعت المرأة زوجها وقامت بكل واجباتها وطلقت هنا يتدخل النصيب، ولكن على الأقل أن تخرج بسمعة جيده من هذا الزواج، وليس أن يقال فلانة طلقت لأنها متمردة وغير مطيعة أو أنها سليطة اللسان، والكارثة من تدعو النساء لإثارة غيرة أزواجهن، وهذه كارثة لأن الإخلاص في الزواج مطلوب من الزوجين، ولكن من تنصح بإثارة غيرة زوجها واستفزاز مشاعره فهذا أمر غير مقبول على كل الأصعدة، وغير أخلاقي لأن في كل الديانات السماوية أمر الله بإخلاص الزوجين لبعضهما.
لذا نتمنى حقيقة أن تتم مراجعة المادة الإعلامية التي تبث في البرامج التلفزيونية بما لا يختلف مع أعرافنا، وحتى لا يكون الإعلام عامل هدم، بل عامل بناء وسبب لإنجاح العلاقات.