أصبحت قرية كريم بخش في جنوب باكستان غارقة بشكل شبه كامل في المياه الموحلة بعد هطول الأمطار الموسمية الكارثية.. لم يبق أي مبنى مستقر لاتخاذه مأوى، فيما صوامع القمح فارغة والثعابين السامة منتشرة في كل مكان.
لكن بخلاف عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من منازلهم وقراهم ومدنهم التي غمرتها مياه الفيضانات في كل أنحاء البلاد، رفضت العديد من العائلات المغادرة.
ومن دون صكوك الملكية الرسمية، يشعر العديد من السكان بالقلق من استيلاء انتهازيين على أراضيهم وممتلكاتهم، حيث عاشت عائلاتهم لأجيال.
وقال انتظار أحمد، وهو مزارع يبلغ 55 عاما لوكالة «فرانس برس» الأربعاء، فيما يقف على قطعة أرض مرتفعة قرب منزله المغمور بالمياه في إقليم السند، «حصلنا على أوراق ملكية من الحكومة الاستعمارية البريطانية».
وأضاف «لكننا فقدناها قبل سنوات عدة في فيضانات مماثلة.. (بالإضافة إلى ذلك) ليس لدينا أي مكان نذهب إليه».
وقال آخرون إنهم قلقون بشأن مصير ماشيتهم، وهي مورد ثمين جدا بالنسبة إلى القرويين الفقراء ليتركوها وراءهم.
وفيما تمثل المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية عن طريق القوارب شريان الحياة الوحيد لأولئك الذين لا يستطيعون مغادرة كريم بخش أو لا يريدون ذلك، فإن القرية غارقة بمياه الفيضانات الموحلة التي تمتد في بعض المواقع لأكثر من كيلومتر.