عاد التوتر من جديد للعلاقات بين بكين وواشنطن، مع إعلان الولايات المتحدة عن صفقة أسلحة جديدة قيمتها 1.1 مليار دولار لتايوان، في أكبر صفقة من نوعها منذ وصول جو بايدن الرئاسة إلى البيت الأبيض في يناير 2021، فيما طالبت الصين «فورا» بإلغائها مهددة باتخاذ اجراءات مضادة.
وتأتي صفقة بيع الأسلحة الجديدة هذه بعد نحو شهر على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبيه في خطوة أثارت وقتذاك غضب بكين التي أطلقت إثر الزيارة أهم مناورات عسكرية بتاريخها حول تايوان.
ووافقت الحكومة الأميركية على هذه الصفقة مع تايبيه التي تشمل 60 صاروخا من طراز «هاربون» قادرة على إغراق سفن حربية (355 مليون دولار)، و100 صاروخ قصير المدى من طراز سايد ويندر (85.6 مليون دولار) قادرة على اعتراض صواريخ أو طائرات بدون طيار «مسيرات»، وعقد صيانة لنظام الرادارات التايواني بقيمة 665 مليونا، بحسب ما أوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان في وقت متأخر مساء أمس الاول.
وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن هذه المبيعات «تخدم المصالح الاقتصادية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال دعم جهود تايوان لتحديث قواتها المسلحة».
وتابع «ندعو بكين إلى إنهاء ضغوطها العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية على تايوان والدخول في حوار بدلا من ذلك» مع تايبيه. من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التايوانية تشانغ تون-هان في بيان شكر لواشنطن إن «مبيعات الأسلحة هذه لن تساعد جنودنا على محاربة الإكراه في المنطقة الرمادية فحسب، بل ستعزز أيضا قدرات الإنذار المبكر للجزيرة ضد الصواريخ الباليستية الطويلة المدى».
ويأتي هذا الإعلان عن صفقة بيع الأسلحة لتايبيه، غداة إسقاط جنود تايوانيين منتشرين في جزيرة صغيرة قبالة سواحل بر الصين الرئيسي الخميس الفائت «طائرة مسيرة مدنية مجهولة الهوية»، بعدما خرقت منطقة محظورة، وفق ما أفاد الجيش التايواني.
من جهتها، طالبت بكين على الفور واشنطن بإلغاء هذه الصفقات، معلنة «معارضتها الشديدة» لها عبر المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن ليو بينغيو، الذي قال المتحدث في بيان إن بكين تدعو الولايات المتحدة إلى «الإلغاء الفوري» لمبيعات الأسلحة إلى تايوان «خشية أن تؤثر في شكل أكبر على العلاقات مع الولايات المتحدة وكذلك على السلام والاستقرار في مضيق تايوان».
وشدد على أن «تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية والولايات المتحدة تتدخل في الشؤون الداخلية للصين وتقوض سيادة بكين ومصالحها الأمنية من خلال بيع الأسلحة لمنطقة تايوان». وتابع أن «تحرك واشنطن يرسل إشارات خاطئة إلى القوى الانفصالية لاستقلال تايوان»، مؤكدا أن «بكين ستتخذ بحزم إجراءات مضادة، مشروعة وضرورية، في ضوء الوضع المستجد».
الى ذلك، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن طائرتين مقاتلتين صينيتين عبرتا امس خط الوسط لمضيق تايوان، والذي يعد عادة حاجزا غير رسمي يفصل بين الجانبين.
وأضافت الوزارة في بيان مقتضب أنها رصدت ما مجموعه أربع طائرات وخمس سفن صينية تنشط حول الجزيرة.