تلقيت سؤالا من صديقنا البوسني، والذي كان لاعبا لأحد أنديتنا قبل سنوات لكرة السلة، بيني وبينه: «لماذا تتميز قامة ولياقة أهل الخليج ومناطقكم العربية بالذات التابعة لجزيرة العرب بالأجسام المربعة المائلة للسمنة رجالا ونساء بمقتبل الأعمار ولما بعدها؟!».
جوابي له ليس دفاعا عن بني جلدتي وأهلي، من النواحي البيئية، والطبيعية علميا مثلما أنتم بأوروبا عموما وبلاد البلقان بصفة خاصة للبوسنة وما حولها تحاكون طبيعتكم طول القامة والرشاقة رجالا ونساء شيبا، وشبابا كشموخ جبالكم، وعلو أشجاركم، ونقاء هوائكم، وعذوبة مياهكم، وصفاء مناخكم، بينما تحاكي أجسام أهالينا للتحمل قسوة صحارينا ورطوبة سواحلنا وندرة أمطارنا وقلة أنهارنا، ونوعية وأطوال أشجارنا محدودة القامة، لتتحمل مقاومة قسوة البيئة والطبيعة، كما هي حالات سكان شرقي آسيا والصين واليابان وغيرها بقصر القامة ووفرة اللياقة للتحمل المطلوب على خارطة تلك المناطق البحرية، والنهرية كما تقول الدراسات العلمية نحو ذلك. ولطبيعة وجبات مناطقنا بارتفاع سعراتها وقلة حركتنا تسببت في «تربيعة أجسام أهالينا» رغم مزاولة رياضتنا البدنية، ومع قلة تلك الرياضة وسعراتها أحيانا تكونت سمنة الكسل عندنا للنحو المتناغم مع تلك الطبيعة والأطباع للرد على سؤالك صديقي العزيز.
ولم يتردد كابتن كرة السلة عن الرد على جوابي في تلك الحالة بقوله: «أنتم تعدون وجبتكم الرئيسية بتوقيت يستمر 6 ساعات وتأكلون الوجبة بنصف ساعة!»، وعكس حالتكم عندنا «تتجهز وجبتنا بساعة واحدة، ونتناولها بأوروبا وغيرها بساعتين ما يساعد على هضمها أسرع منكم!».
وهنا نرى أنه رغم محاولات رياضة بلادنا الخليجية، وتخفيف أوزاننا لا تمثل تعديل القامة للجنسين طولا وعرضا، لنستمر بالحجم المربع بكل تفاصيله مهما حاولنا الاندماج معهم بالبنطلون والقميص وبالذات الشورتات وقصير البنطلونات، والتيشيرتات تفضح أحيانا كثيرة «المستور من طبقات القامة ومربع أجسامه»، والحل بالعودة للهدي الرباني والنبوي الكريم بأن المعدة بيت الداء، ولقيمات الأطباق اليومية غداء وعشاء وتعديلها بالأسفار بالذات، بل قطعها تماما بالسفر تعيد حسبتها بلا تكليف مالي للأندية الصحية لتكون شامخ القامة فارع الطول بصدر معدول وخصر نحيل وأكتاف وأرداف ضامرة، تنافس محاوركم البوسني وتفشيل ظنونه بعودة رشاقتكم البدنية سفرا وإقامة بتلك «اللقيمات» لإقامة صلبكم وأبدانكم وقطع دابر الوجبات السريعة نحو ثورة أجمل وأشمل للياقة أهل الخليج تحديدا، طالت أعماركم بإذن الله واختصار أموالكم لتنمية حاجاتكم الأهم تعليما وتطبيبا عن أمراض العصر المنتشرة بيننا بين سكر وقلب ومفاصل، وغيرها بتسكير الفم وتقليص «خياش البسمتي» وأهوالها للقامة والسلامة وسامحونا!