إعلان لإحدى العيادات الطبية يروج لمحلول مغذ يحتوي على تركيبة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة يتم حقنه عبر الوريد ليرفع مستوى الطاقة بالجسم ويمده بالحيوية ويبدد الخمول. أثار هذا الإعلان العديد من التساؤلات لدي حول الطاقة.. من أين نتزود بالطاقة في الحياة؟ لماذا يشتكي الكثير من الخمول وقلة الطاقة؟ هل أصبحنا فعلا نحتاج لعلاج عبر الوريد للتزود بالطاقة؟
قادني هذا الإعلان لكتابة المقال بعد بحث حول الطاقة ومواردها ومستنزفاتها وأهميتها وغيره.. وأذكر مما قرأت أن أحد أهم أسرار نبوغ نابليون بونابرت العسكري هو طاقته اللامحدودة، فخلال إحدى حملاته العسكرية كان يعمل 18 - 20 ساعة يوميا ينام قليلا ليظل ينجز بطاقة خلاقة في الحمام وفي المسرح وفي حفلات العشاء، فلم يسمح لنفسه أن تركن للراحة، حيث كان يقول «أحيانا الموت يأتي بسبب نقص الطاقة».
الحضارة الإسلامية في الأندلس هي الأخرى وليدة طاقات بشرية لم تعرف الخمول أبدا طاقتها المتجددة لا تنضب، فكان الإبداع في الطب والعلوم والفقه والعمارة والفن وغيرها، إذن لماذا الحاجة لحقنة وريدية لنتزود بالطاقة أليست هنالك بدائل أخرى!
بعد التفكير خلصت إلى عدد من مستنزفات الطاقة كالأصدقاء السلبيين، وظيفة مملة، روتين يومي قاتل، مسؤول متسلط، كثرة الجدالات العقيمة، الهوس في التفكير، غياب الأهداف في الحياة، ضغوط اجتماعية ومالية وصحية.. إلخ.
لذلك أعتقد من الضروري أن نحدد ما يستنزف طاقاتنا ونكتشف ما يبعثها فينا كمصاحبة الإيجابيين، وتجنب الجدالات العقيمة المستنزفة للطاقة، والاجتماعات المهدرة للأوقات والتركيز دون إنتاجية، ونعيد الاتصال بالله سبحانه، فبسجودنا نستمد أعظم أنواع الطاقة، ونضع أهدافا تبقينا متحفزين، نمارس شغفنا، نتناول القهوة، نمارس الرياضة، نحب بصدق، نسافر، لذلك أدر ظهرك لجدار اليأس والخمول ثم قاتل وواجه التحديات بكل بسالة حتى تخرج صلبا بندبات بسيطة تروي طموحك وتسطر إنجازاتك.
al_kandri@