- الفيضانات دمّرت 5500 كم من الطرقات وأدت إلى نفوق أكثر من 700 ألف رأس ماشية وهلاك مليوني فدان
- الأمم المتحدة: إطلاق نداء عاجل بقيمة 160 مليون دولار للمساعدة على التعامل مع هذه الفيضانات المدمرة
- العيسى: برنامج الأغذية العالمي يخطط لتنفيذ أنشطة الإنعاش حتى أوائل 2023 لدعم استعادة البنية التحتية
دارين العلي
جددت السكرتيرة الثالثة في السفارة الباكستانية في البلاد تحريم الياس تقدير وامتنان بلادها للكويت وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، والحكومة والجمعيات الخيرية على تقديم يد المساعدة لباكستان وشعبها لمواجهة ما خلفته الفيضانات التي تعيشها باكستان حاليا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في مبنى الشيخ صباح الأحمد للأمم المتحدة في الكويت بحضور ممثلة مكتب المنظمة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الكويت نور القطان، ومدير برنامج الأغدية العالمي في الأمم المتحدة عمر العيسى، وممثل المنظمة الدولية للهجرة مازن أبوالحسن، ومسؤولة العلاقات الخارجية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالكويت، حيث تناول المؤتمر الجهود الدولية لمساعدة باكستان لمواجهة كوارث الفيضانات ومعالجة القضايا الإنسانية الناتجة عنها.
وثمنت الياس المساهمات الكويتية من خلال مساعدات الإغاثة والغذاء والمأوى ومختلف أنواع الإعانات بما فيها مياه الشرب، لافتة إلى حجم الأضرار التي لحقت ببلادها سواء في البنية التحتية أو البشرية حيث غطت الفيضانات ثلث مساحة باكستان وأدت إلى تدمير 5500 كم من الطرقات بالكامل وشلت الحركة، مشيرة إلى أن هذه الأزمة أدت إلى نفوق أكثر من 700 ألف رأس ماشية ودمار مليوني فدان من المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى الخسائر في قطاع الاتصالات فضلا عن الخسائر البشرية من قتلى وجرحى ونزوح في إشارة إلى ما ذكرته القطان في مداخلتها.
وتطرقت الى الجهود التي تبذلها حكومة بلادها للحد من الكارثة بكل الوسائل الممكنة داخليا وخارجيا من خلال الأمم المتحدة ومساعدة الدول الصديقة ومنها الكويت.
وأوضحت أن الكويت الكويت كانت الدولة الأولى التي دعمت باكستان، مشيرة إلى أن هناك تضافرا للجهود الحكومية والجمعيات الخيرية الكويتية من خلال إقامة حملات تضامنية مع الشعب الباكستاني، كما أن هناك عددا من ممثلي الجمعيات الخيرية الكويتية زار باكستان والبعض زار السفارة للاستفسار عن كيفية إرسال المساعدات للمتضررين.
وكان المؤتمر قد بدأ بمداخلة لممثلة مكتب المنظمة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الكويت نور القطان أوضحت فيها أن باكستان من بين الدول العشر الأكثر تضررا من الظواهر الجوية المتطرفة وهطول الأمطار يساوي ما يقارب 3 أضعاف المعدل الوطني خلال 30 عاما، حيث طالت الأضرار 33 مليون شخص ونزوح نحو 632 ألفا إلى مخيمات الإغاثة ومقتل أكثر من 1300 شخص وإصابة 12700 شخص.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة أطلقت مع حكومة باكستان في 30 أغسطس الماضي نداء عاجلا بقيمة 160 مليون دولار للمساعدة على التعامل مع هذه الفيضانات المدمرة وتوفير الإغاثة الطارئة لـ 5.2 ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفا في باكستان.
من جهته، قال مدير برنامج الأغدية العالمي في الكويت عمر العيسى إن البرنامج سيوفر منحا غذائية لـ31 ألف طفل و28 ألف امرأة من الحوامل والمرضعات مع الأطعمة المغذية المخصصة للوقاية من سوء التغذية، كما سيتم التركيز والمساعدة الفورية على إغاثة الفئات الأكثر تضررا حيث يخطط البرنامج لتنفيذ أنشطة الإنعاش حتى أوائل عام 2023 للمساعدة في استعادة البنية التحتية وسبل العيش.
وتضمن البرنامج مداخلات من ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان د.مهبيلا باثيلا حيث تطرق إلى آخر المستجدات على الساحة الباكستانية وجهود المنظمة للحد من التأثيرات الصحية على الباكستانيين.
وتحدث ممثل منظمة الصحة العالمية في الكويت د.أسد حفيظ: على مدى الأسابيع الماضية، تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة في حدوث أكبر فيضانات وانهيارات أرضية في تاريخ باكستان الحديث، مما ترك عشرات الملايين من دون مأوى ولا غذاء ليصبحوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه وغيرها من التهديدات الصحية.
واضاف: إن التلفيات التي لحقت بالبنية الأساسية الصحية والنقص في العاملين الصحيين وقلة الإمدادات الصحية أدت إلى تعطُّل الخدمات الصحية، الأمر الذي يزيد من مخاطر تعرض ملايين الضعفاء للخطر.
وساعة بعد ساعة تتكشف تهديدات صحية كبرى تمثل عبئا إضافيا على النظام الصحي الوطني الذي يعاني بالفعل من تهديدات صحية متعددة ومتزامنة.وتعمل منظمة الصحة العالمية الآن في موقع الأحداث مع الحكومة والشركاء للتصدي للأزمة على جميع الجبهات، وتساعد على تقديم الرعاية الصحية العاجلة والإمدادات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة السكان إلى المجتمعات المحلية المتضررة، وذلك كله مع المساعدة في تعزيز ترصد الأمراض.
وقد خصصت منظمة الصحة العالمية مبلغ 10 ملايين دولار من صندوقها الاحتياطي للطوارئ، وهو صندوق دعمته حكومة دولة الكويت بسخاء، من أجل تقديم الرعاية الصحية الطارئة والإمدادات الطبية الضرورية للحفاظ على حياة السكان في المجتمعات المتضررة، مع المساعدة في تعزيز ترصد الأمراض.
ومن المتوقع أن يصل المزيد من الإمدادات الطبية الطارئة الضرورية لإنقاذ الأرواح إلى باكستان من مركزنا اللوجستي في دبي. ومع التوقعات بتفاقم الوضع، خاصة للفئات الأكثر تعرضا للمخاطر، فإننا نقدر الدعم لندائنا، وهو جزء من النداء العام للأمم المتحدة، بتوفير 19 مليون دولار للإجراءات المتعلقة بالصحة.
وهناك حاجة ماسة إلى التوسع في ترصد الأمراض، وإعادة المرافق الصحية المتضررة إلى العمل، وضمان توفر ما يكفي من الأدوية والإمدادات الصحية، وتوفير دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للمجتمعات المتضررة.
إن هذه الأزمة المناخية قد ضربت باكستان بقسوة، فهيا نتعاون سريعًا في التصدي لتبعاتها لنمنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح.
أما منسق برنامج اول (طوارئ) للمنظمة الدولية للهجرة الدولية في باكستان فينسنت ماتو فتحدث في مداخلته عن الجهود التي تبذلها المنظمة لمساعدة المتضررين والنازحين.
من جهتها، أعربت مديرة العلاقات الخارجية في مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت عن شكرها للحكومة الكويتية والجمعيات الخيرية على استجابتها السريعة لدعم المتضررين في باكستان، موضحة أن المفوضية قامت حتى نهاية شهر أغسطس الماضي بتوزيع اكثر من 71000 قطعة من مواد الإغاثة الطارئة بما في ذلك 15 ألف خيمة وآلاف من البطانيات وحصائر النوم ومستلزمات النظافة الشخصية.