زكي عثمان
عاشت الجماهير الكويتية عامة.. والعرباوية «خاصة» مساء الإثنين، ليلة حزينة عقب خسارة العربي من السيب العماني في نصف نهائي منطقة الغرب لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي 1-2 بعد التمديد.
المباراة التي كانت على ستاد نادي الكويت وبحضور جماهيري كبير على أمل تجاوز «الأخضر» هذا اللقاء وصولا إلى نهائي منطقة الغرب.. ولكن جاءت «الرياح بما لا تشتهي السفن»، فلا الفريق نجح في الاختبار الآسيوي، ولا لاعبوه حافظوا على أعصابهم عقب الخسارة، لتكون النتيجة «خسارة مزدوجة».. فالخسارة أمر مقبول في الرياضة، اذ نغرس في نفوس اللاعبين منذ الصغر تقبل الخسارة مثل التفكير في الفوز.. ولكن ما شاهدناه عقب انتهاء اللقاء من تصرفات غير رياضية، فهو أمر مرفوض على مختلف المستويات.
الكرة الكويتية.. هي الخاسر الأكبر من تلك الليلة الحزينة.. فلم تمر أيام على سماع العقوبات القاسية التي اتخذت بحق نادي الكويت عقب نفس المشهد «تقريبا» والذي وقع عقب انتهاء مواجهة «الأبيض» مع جبلة السوري ضمن دور مجموعات النسخة الحالية من كأس الاتحاد الآسيوي والتي انتهت بالتعادل السلبي في 25 يوليو الماضي على ملعب السيب العماني، لحساب الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى، وعلى اثرها ودع «الأبيض» وجبلة البطولة ليعاد من جديد نفس المشهد أمس الأول بسبب انفلات أعصاب بعض لاعبي العربي، الأمر الذي قد يعرضهم لعقوبات آسيوية على غرار ما حدث مع «الأبيض».. وبالتالي أصبح هذا المشهد ليس جديدا، بل انه من ظواهر الكرة الكويتية في الفترة الأخيرة.. ولنا هنا شواهد كثيرة في الفترة الأخيرة، ولكن لا يسعنا المجال لحصرها وإنما للاستشهاد بها لعل الفترة المقبلة تشهد عودة هؤلاء اللاعبين إلى رشدهم.
خسارة العربي تزامن معها فاصل جديد من خروج بعض الجماهير عن رشدها في التشجيع، حيث تحول الموضوع إلى صراع «راس براس» في الكثير من المباريات.. وقد يكون تواجد مجموعة من جماهير القادسية أمس الاول في مدرجات جماهير السيب في مشهد غير مألوف على ملاعبنا لتشجيع الفريق العماني ما يدفعنا للتعبير عن حزننا عما يحدث في ملاعبنا.. فهذا المشهد قد يكون مألوفا في ملاعب أخرى، لكنه جديد على ملاعبنا ويعكس الحالة التي وصلت إليها قلة من الجماهير «المتعصبة».. والأغرب من ذلك هو محاولة استفزاز بعض الجماهير القدساوية لنظيرتها العرباوية على أرض الملعب عقب الخسارة، وهو الأمر الذي كاد يتحول إلى مأساة جديدة بسبب «الانفلات الجماهيري» والتصرفات غير المسؤولة.
من جديد.. خسارة العربي قد تكون خسارة مباراة ولكن خسارة الكرة الكويتية «مزدوجة» مما حدث عقب اللقاء.. وعلى الجميع أن يراجع نفسه من لاعبين ومسؤولين في الأندية وأيضا من القائمين على المنظومة الرياضية في اتحاد الكرة وهيئة الرياضة واللجنة الأولمبية لـ «تصويب» هذا الوضع في أسرع وقت ممكن.
أخيرا وفنيا.. العربي لم يقدم منذ انطلاق الموسم ما يشفع له بالتقدم في البطولة وبلوغ المباراة النهائية لمنطقة غرب، حيث كان يسعى إلى التتويج بلقبها للمرة الأولى لينضم إلى الكويت (3 القاب) والقادسية (لقب وحيد)، وقد يكون الفريق فقد هويته الفنية بعد رحيل المدرب الكرواتي أنتي ميشا إثر موسمين ناجحين مع الفريق ليحل المقدوني يوغسلاف ترينتشوفيسكي مدرب فريق الشباب السابق في النادي بدلا منه، فتعادل في أول مرحلتين من بطولة الدوري المحلي مع النصر (1-1) والسالمية (2-2) وخسر من السيب (1-2) وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام عن مستقبله مع الفريق.
اعتذار عبدالغفور.. وعاشور زار البعثة العمانية
قام رئيس النادي عبدالعزيز عاشور بزيارة بعثة نادي السيب في محل إقامتها، حيث قدم لهم التهنئة على بلوغ نهائي الغرب لكأس الاتحاد الآسيوي، مؤكدا أن الرياضة فوز وخسارة وان الأهم هو روح المحبة والتعاون، كما أكد ان ما حدث عقب انتهاء اللقاء هو أمر عابر وبسيط ويجب ألا يعكر صفو العلاقة بين الشعبين وواضعا كل إمكانيات النادي تحت تصرفهم.
بدروها، أعربت بعثة السيب برئاسة نائب رئيس النادي يوسف الوهيبي وبحضور مدير الفريق جاسم يعقوب عن كل التقدير للنادي العربي وان ما يربط الشعبين اكبر بكثير من أي أمور أخرى وان ما حدث بعد المباراة يحدث في كل ملاعب العالم وقد انتهى عقب انتهاء أحداث اللقاء.
كما هاتف عاشور السفير العماني د. صالح بن عامر الخروسي مباركا له تأهل السيب، وشاكرا له حضور اللقاء في الملعب وأيضا مثمنا تعاونه وأخلاقه العالية.
إلى ذلك، قدم قائد العربي الحارس سليمان عبدالغفور اعتذاره إلى الأشقاء في نادي السيب والجماهير الرياضية وقال في تغريدة له:«أعتذر من لاعبي السيب وجهازهم الفني باستثناء أحد المحترفين وأحد أعضاء الجهاز الطبي بسبب ما بدر منهم ودفعني لهذا الانفعال».