اهتمت الصحف والمواقع والقنوات الإخبارية العالمية والمحلية بإبراز خبر فوز
ليز تراس بسباق التنافس على رئاسة حزب المحافظين وتكليفها رسميا بتشكيل الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون الذي أجبر على الاستقالة، وقد يكون من المناسب لنا كحليف قديم مع المملكة المتحدة وتربطنا بها العديد من المصالح أن نتابع عن قرب هذا التغيير الذي حدث ويستمر في الدولة الصديقة وتأثيراته المتوقعة على العلاقات عميقة الجذور بين المملكة المتحدة والكويت، حيث إنها علاقات متعددة المحاور وتمس الدفاع والتعليم والصحة والسياسة الخارجية والاقتصاد.
وأتوقع أن ينشط أساتذة العلوم السياسية بجامعة الكويت والمتخصصون في السياسات الخارجية بأن يقدموا دراسات علمية تدعم اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية مع المملكة المتحدة في مرحلة جديدة لم تتضح بعد معالمها في وقت أصبح العالم كأنه قرية صغيرة.
ولكن لا يغلب على تلك القرية الهدوء المرتبط بحياة القرى، إذ ان القرية الصغيرة الجديدة تحتاج إلى الهدوء والكثير من مقومات الراحة، ومازال السؤال الذي يبدر الآن حول رئيسة وزراء المملكة المتحدة ليس لكونها قيادة نسائية تعيد إلى الأذهان مارغريت تاتشر ومواقفها التاريخية من الغزو العراقي الغاشم، ولكن لأن الحليف التاريخي يخوض الآن تغييرات على مستوى قمة الهرم هناك ولسنا ببعيدين عنها، ويجب أن نفهمها جيدا ونتعلم منها وعلى أساتذة العلوم السياسية الدور في دعم اتخاذ القرارات بعد التحليل الموضوعي والعلمي والتنبؤ المبني على دراسة المواقف جيدا.
وبينما ينشط الخبراء بالبحث في المواقع وسجلات المعلومات عن تصريحات الزعيمة الجديدة ومواقفها من منطقتنا فإننا يجب أن يكون لنا زمام المبادرة بالبحث والتدقيق ورسم سيناريوهات العلاقة المتوقعة مع الحليف التاريخي في ظل المتغيرات والتحديات التي تفرض نفسها على العالم الآن وعلى العلاقات بين الدول والتحالفات.
وقد يكون لوعود ليز تراس التي أطلقتها مبكرا بعد فوزها والتي تتعلق بالرعاية الصحية في بريطانيا ما يستحق المتابعة والدراسة في ضوء العلاقات التاريخية بين النظام الصحي البريطاني ونظامنا الصحي وبصفة خاصة ما يتعلق بالتعليم الطبي والعلاجي في الخارج وغيرها من محاور العلاقات الصحية التي يجب أن تخضع للدراسة وفقا للمستجدات وإن كانت تبدو مستجدات سياسية وشأنا داخليا في المملكة المتحدة.
إن ماري اليزابيث تراس هي رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على «بريكست»، وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.