محمود عيسى
أظهر تحليل صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي ان شركات النفط الوطنية، المملوكة للحكومات حول العالم، وفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، تنتج 50% من النفط والغاز على مستوى العالم وتتحكم فيما يقرب من 60% من الاحتياطيات المؤكدة.
وأشار التحليل إلى أن شركات النفط الوطنية تهيمن عموما على إنتاج الطاقة في البلدان الغنية بالنفط، حيث يلعب بعضها دورا محوريا في قطاع الطاقة في البلاد، وستحدد نوعا ما اختيار مزيج الطاقة في البلاد، لاسيما في أسواق الاقتصادات الناشئة، وتلعب شركات النفط الوطنية أدوارا وطنية متعددة ومعقدة.
ومن منظور التنمية في البلاد، لاسيما بالنسبة للاقتصادات الناشئة، فإن بعض شركات النفط الوطنية هي كيانات تجارية بحتة تولد إيرادات وتعطي الأولوية للربح بينما قد يركز البعض الآخر على أداء مجموعة واسعة من الوظائف العامة، بما في ذلك خلق فرص العمل، وتوفير الاحتياجات المجتمعية.
وعما يعنيه زخم الحوكمة بالنسبة لشركات النفط الوطنية، اشار المنتدى الى ان العالم سيقترب من نقطة تحوله بمتوسط درجات حرارة يبلغ 1.5 درجة مئوية، وان ضمان تخفيضات جذرية في انبعاثات الكربون خلال العقدين المقبلين وفقا لتقدير وكالة الطاقة الدولية هو الطريقة الوحيدة للتصدي لمنع كارثة بيئية.
ومن المتوقع أن يستمر الطلب على الوقود الأحفوري، وفي ظل السيناريو الطموح للمناخ بتحقيق انبعاثات صفرية، فإن الطلب على النفط يجب ان ينخفض إلى حوالي 24 مليون برميل يوميا والطلب على الغاز الطبيعي إلى 1750 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، مقارنة مع 100 مليون برميل يوميا و4100 مليار متر مكعب على التوالي في الوقت الحاضر.
وفي غمرة الاحتياج المتزايد لتقليل وإزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مزيج الطاقة، ومساهمة مصادر الطاقة المتجددة حاليا بنسبة 14% من مزيج الطاقة العالمي والاستثمارات الكبيرة المطلوبة والطلب المتزايد على الطاقة، لن يكون مزيج الطاقة العالمي قادرا على استبعاد الهيدروكربونات بين عشية وضحاها، بل من المتوقع أن تستمر العديد من الاقتصادات الناشئة في الاعتماد على الهيدروكربونات أثناء انتقالها إلى مزيج طاقة أقل انبعاثات بمرور الوقت.
نتيجة لذلك، هناك حاجة متزايدة لتحسين الشفافية والمساءلة في الإبلاغ عن الإفصاحات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، لاسيما فيما يتعلق بتغير المناخ، وقد أصبح هذا الأمر أولوية رئيسية للمستثمرين وأصحاب العلاقة الآخرين في جميع أنحاء العالم اليوم.