ما زالت المرأة البريطانية تثبت جدارتها في الحقل السياسي والحكم، لاسيما أن بريطانيا على مر عقود من التطور والتقدم والازدهار في ظل حكم الملكة إليزابيث الثانية، وتلك المعادلة السياسية المتزنة في العلاقات الخليجية- البريطانية والبريطانية- العربية.. صاحبة السياسات المتوازنة والواضحة في العالم.
وإذا ما تصفحنا تاريخ رئاسة الوزراء، نجد أن المرحلة التي تواجدت بها أول رئيسة وزراء بريطانية الراحلة مارغريت تاتشر (1979-1990) فترة الحروب الكبرى في الخليج حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية، حيث توازن العلاقات والرؤى العسكرية الخليجية وعلاقات البلدين الكويت وبريطانيا، ولذلك أطلق على الرئيسة الراحلة لقب «المرأة الحديدة» لجهودها ودورها في بريطانيا والعالم.
وتأتي المقاربة والمراهنة بين رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس ومارغريت تاتشر من عدة أوجه، حيث إن الرئيسة «ليز» سياسية ورئيسة لحزب الديموقراطيين الأحرار (يسار الوسط) في جامعة أكسفورد ولها دورها السياسي البارز منذ أكثر من عقدين، كما كان للراحلة مارغريت تاتشر دورها في زعامة حزب المحافظين على مدى 25 عاما، ويتوسم البريطانيون خيرا برئيسة الوزراء الجديدة، إذ هتف الشعب «ليز - المرأة الحديدية»، وهي على دبابة كما ذكرت وسائل إعلام غربية.
ووفق ما ينص عليه النظام البرلماني المعتمد في بريطانيا، يتولى زعيم أكبر حزب ممثل في البرلمان رئاسة الحكومة البريطانية، وهناك إمكان استبداله قبل انتهاء الولاية من دون الدعوة لانتخابات عامة.
وليز تراس لديها رؤية واضحة، إذ دعت رئيسة الوزراء الجديدة إلى «بريطانيا» بلا قيود، من خلال مشاركتها في تأليف كتاب بعنوان «بريطانيا متحررة من القيود»، دعت إلى إلغاء الدور التنظيمي للدولة لتعزيز مكانة المملكة المتحدة في العالم.
جاءت ليز تراس لتكون رئيسة وزراء بريطانيا في مرحلة حرجة من حياة أوروبا، حيث الصراع الأوكراني- الروسي، ومشكلة الأمن الغذائي وشبح المجاعة، ناهيك عن التركة التي خلفها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون من ملفات تحتاج إلى إصلاح.. بالفعل لو استطاعت أن تحقق نقلة نوعية خلال سنة قادمة سيكون من الأجدر أن نقول من الآن إنها المرأة الحديدية ليز تراس على خطى رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر.
[email protected]