تناولت المواقع بالخبر والتعليقات صدور قرار بندب رؤساء أقسام طبية في مستشفيات وزارة الصحة والندب لمدة سنتين والإعلان عن نسبة التغيير ومعايير الاختيار وحظ الزميلات الطبيبات من التغيير، وكل تلك التعليقات لم تتناول أكثر من الشكل وليس مضمون القرار.
ويبدو أن الإعداد لبث الخبر كان يجب أن يتناول ما يهم المواطن أكثر من تغيير الأسماء، ولعل كلمة أو كتاب شكر وتقدير لمن انتهت مهمتهم كان يجب أن يتصدر الخبر، لأن الدماء الشابة ليست مبررا بإهدار جهود من انتهت مهمتهم بالقرار الجديد.
أما ما هي مهام ومسؤوليات رؤساء الأقسام الجدد، فإن الخبر لم يوضحها ولم يتضمن الخبر أي معلومات عن موقع ومهام رؤساء الأقسام من برامج وخطط تطوير النظام الصحي، وعن برامج وخطط تنموية وطبية وليست فقط أدوية ومعدات طبية ومستشفيات جديدة أو مراكز صحية جديدة.
وكنت أتوقع قبل الإعلان عن رؤساء أقسام طبية من الدماء الشابة أن تعلن عن التحديات التي يجب على أصحاب الدماء الشابة أن تكون لديهم الخطط والرؤى للتعامل معها بأفكار شابة وفقا لخطط محددة الأهداف وبرامج زمنية.
والسؤال الذي أتمنى أن أجد الإجابة عنه هو لماذا رئيس القسم لمدة سنتين وكأنها مهمة مؤقتة؟ وهل تكفي هذه الفترة لإنجاز أي برنامج؟ ومن المسؤول عن متابعة أداء رؤساء الأقسام خلال السنتين من النواحي الفنية والإدارية في منظومة شديدة التعقيد للإدارة الصحية بمستوياتها المتعددة وعدم وجود برامج واضحة لتطوير أسلوب وأدوات الإدارة الصحية وليس فقط تغيير الأشخاص وتسويق شعارات الدماء الشابة ونسب التغيير؟
ويتطلع المواطن لرؤية خطط وبرامج التطوير ومسؤوليات الدماء الشابة نحو إعادة الثقة بالنظام الصحي من خلال تطوير الإدارة وإعداد القيادات قبل إسناد المهام القيادية المؤقتة لها وسط نظام صحي أمامه العديد من التحديات وبصفة خاصة بعد الدروس المستفادة من التعامل مع أزمة كورونا لأكثر من عامين حتى الآن على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي.
وأعتقد أن الشفافية الكاملة في الإدارة الصحية يجب ألا تغيب عن كل من يتحمل المسؤولية في المرحلة القادمة دون مجاملات أو تسويق إعلامي مبكر، أما الدماء الشابة فهي لا تكفي وحدها لتسويق القرارات، حيث إن هناك معايير أخرى قد تكون أكثر أهمية، حيث إن مصطلح الدماء الشابة يجب ألا يكون المعيار الوحيد لاختيار رؤساء أقسام طبية من المفترض أن يكون لديهم العلم والخبرة بغض النظر عن أن تكون دماؤهم شابة أو غير شابة مع الاحترام والتقدير لجميع الأجيال على اختلاف أعمار دمائهم، لأن استخدام الدماء الشابة لقرار رؤساء الأقسام الطبية قد يرسي مبدأ إهدار الخبرة في الطب، وفتح الأبواب على مصراعيها للأجيال الجديدة استنادا فقط إلى معيار الدماء الشابة، وهو لا يكفي لتطوير النظام الصحي.