معاناة تتفاقم يوما بعد يوم، ومشكلات تكبر وتؤثر على جميع الأسر وعلى البنية المجتمعية في الكويت.
منذ سنوات بل وعقود وحلم تأمين بيت السكن المناسب يراود آلاف المواطنين من أبناء الكويت الذين يمضي بهم قطار العمر بدءا بمحطته الأولى بالتسجيل على السكن بعد الزواج مباشرة، ويسير بهم وهم ينظرون إلى سراب ويتخيلون المحطة القادمة، وما من وصول إلا بعد انتهاء رحلة العمر أو الاقتراب منها ونحن على طوابير الانتظار، مع شيء من بصيص الأمل والإيجارات تأكل جزءا كبيرا من معاشاتنا، ونحن ننتظر وسننتظر أيضا إلى أن يشاء الله وتفرج أزمة السكن في بلادنا الحبيبة.
نعم هناك بدل إيجار وقدره 150 دينارا، ربما كانت حين إقراراها مناسبة لاستئجار بيت مقبول ومناسب للعائلة الصغيرة (الزوج والزوجة وربما طفل أو اثنين)، باعتبار ذلك أمرا مؤقتا حتى الحصول على القسيمة وبدء مسيرة البناء التي قد تستغرق سنوات أيضا في حال سارت الأمور على ما يرام، وتمكن صاحب الحظ القوي من إنجاز بيته وضمان الاستقرار الأسري مع زوجته وأبنائه، لكننا هذه الأيام قد لا نجد بيتا وحتى في المناطق البعيدة بإيجار يقل عن 250 دينارا، وفي المناطق الداخلية ليس بأقل من 500 دينار، وهذا الأمر أمام مرأى الجميع ولا يخفى على أحد، وبدل الإيجار فقط 150 دينارا، ولابد من مضاعفته تخفيفا عن المستأجرين الذين يدفعون نصف رواتبهم تقريبا للإيجارات.
ولعل حل القضية الإسكانية من الأمور الأساسية التي يتمناها المواطن الكويتي، وهناك الكثير من المقترحات والحلول المقدمة والتي لا نجد لها أثرا على أرض الواقع كالإفراج عن الأراضي ومنحها للرعاية السكنية والتسريع بأعمال البنية التحتية للمشاريع الإسكانية المخططة إقامتها وبما يتناسب مع زيادة السكان، وكذلك توسيع المناطق المجاورة للمدن وأيضا تسريع توزيع القسائم في جنوب سعد العبدالله وشرق تيماء والمطلاع ومدينة صباح الأحمد السكنية وغيرها.
ونتساءل: لماذا لا يتم وقف مبلغ الـ 150 دينارا لمدة 5 سنوات واستثمارها في بناء مدن ومناطق جديدة وتوسيع بعض المناطق التي فيها مجال لذلك؟ ولماذا المماطلة وتأخير توزيع القسائم وأوامر البناء على المستفيدين ليبدأوا أعمال البناء من دون تأخير خصوصا أن أسعار المواد تشهد ارتفاعا كبيرا ومتزايدا وكذلك أجور المقاولين والعمالة حتى أصيب بعض الشباب باليأس نتيجة التكاليف العالية والمبالغ التي يسمعون عنها حتى قبل حصولهم على التخصيص، هذا إذا حصلوا عليه.
وحقيقة إن عدم وجود السكن المناسب أحد أهم أسباب تفكك الأسرة وارتفاع حالات الطلاق ورفض الشباب الإقبال على الزواج، وكل ذلك من عوامل دمار المجتمعات، وتخيلوا أن هناك من ينتظر منذ أكثر من 20 عاما ومازال ينتظر!