نعيش في هذه الحياة في تحديات كبيرة واختبارات من الله سبحانه وتعالى كثيرة، فديننا علمنا كيف نتعامل مع كل ما يعترينا في الحياة، وأتى الإسلام وقص علينا قصص الأنبياء وكيف ابتلوا بأشد الابتلاءات والمحن وكيف نصرهم الله النصر العزيز.
فهناك من يعتقد أن فلانا بما أنه يواجه متاعب معينة في هذه الحياة وتعثرا في بعض المراحل فاشل، وأن من حقق نجاحا في فترة معينة ناجح، فليس للنجاح والفشل علاقة بين هاتين الحالتين، وبالأخص أن هناك أناسا يتعثرون في مرحلة ما في حياتهم لأسباب لو عرضت على أي كان لربما ليس فقط لم يحقق نجاحا، بل لكان فقد عقله كليا لما يصيب الآخرين من ابتلاءات.
فليس من باب الإيمان ما نشهده من سخرية واستهتار بالآخرين بأن فلانا تأخر في تحقيق إنجاز معين أو أن فلانا مبتلى في أمر معين، فليس في السخرية أخلاق أبدا، وليس هناك دين لمن يسخر من نوائب الآخرين.
إلا أن قوة الإيمان هي في حكمة قالها ذات مرة الشاعر القدير عبدالعزيز البابطين في إحدى مقابلاته وهو الذي حفرت في ذاكرتي كلماته لأكثر من عشرين عاما حين قال «أنا صنعت من الفشل قاعدة للنجاح»، وهذه الحكمة التي أدلى بها الشاعر ورجل الأعمال المهم عبدالعزيز البابطين رسالة لكل شاب ألا ييأس متى ما وجد نفسه فاشلا، بل لابد أن يصنع من فشله قاعدة للنجاح.
وهذه حقيقة، فليس في الالتفات لسخرية الآخرين من الفشل أهمية، بل التحدي هو الأهم، وهذا ما أمرنا به الله سبحانه بألا نيأس من هذه الحياة، ووصف سبحانه أن من ييأس من روح الله هم الكفرة فقط.
فالمهم هو الإصرار والعزيمة والتوكل على الله والحلم، فمن الجميل إذا ما تعثرت في تحقيق أمر ما أن تفكر بشيء آخر تحقق به نجاحك، فقد يكون فشلك في هذا الأمر سببا يقودك به الله للخير الذي سيطرق بابك لو غيرت مسارك.
إن أكثر ما يؤسف حقيقة وما أدى إلى تأخر الكثير من المجتمعات هو اليأس الذي يجتاح الشباب في مرحلة معينة، فيضيعون وقتهم جريا خلف خزعبلات أو بلا جري نهائيا يمضون حياتهم في إضاعة الوقت بين المقاهي وزيارات الأصدقاء والسفر والسخط على هذه الحياة.
وهو الأمر الذي من المفترض أن يتغير إذا ما كنا نريد أن تزدهر مجتمعاتنا، فليس مهم أن تتعثر، فإذا ما ابتلاك الله بفشل في أي جانب من حياتك سواء دراسة أو عمل أو مشروع تجاري أو زواج كله يعوض بالأفضل فقط إذا ما توكلنا على الله وقوينا إيماننا به وبذلنا الأسباب وبدأنا بالعمل الدؤوب والجاد.
فقد أمرنا الله سبحانه بالعمل ولابد أن يكون لكل امرئ منا حرفة في هذه الحياة، فنحن في زماننا هذا نحتاج لحرفيين ممن يتقنون حرفة معينة وليس حملة شهادات والنتيجة أعمال إدارية أي كان يقوم بها بل مهارات أن ينبغ البعض منا فيما يحب، وهذا ما سيستمر ويبقى مع الإنسان حرفتك وليس مهنتك، لأن المهنة يقوم بها أي كان، ولكن الحرفة التي تتقنها وحدك لن يقوم بها غيرك.
لذا ليس من المهم أن نفشل فأينشتاين رسب خمس مرات متتالية ثم بعدها اصبح أينشتاين، وبيل غيتس لم يحصل على شهادة وهو الآن يوظف ويدفع رواتب لحملة أعلى الشهادات، المهم أن نستعين بالله، ونبذل الأسباب، والأهم هو عدم هدر الوقت.