مثلما نرى ظواهر إيجابية ترتاح لها النفس، نجد أيضا ظواهر سلبية نود أننا لم نرها، وهذه الظواهر ليست موجودة في الكويت فقط وإنما في كل مكان، والحقيقة أن كل مواطن صالح يتمنى ويود أن يكون وطنه في مصاف الدول المتقدمة، ويسعد بتطبيق القانون على الجميع وبلا استثناء، كما أنه يرفض كل تصرف ينافي الأخلاق والأدب، وينتقده بشدة وهذا من حقه لأن التصرف الشاذ لا يمثل الأخلاق الحسنة التي تربينا عليها.
وقد كفل لنا الدستور الحرية ووضع لها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه ومن تجاوزه تحمل جريرة فعلته، فلا احد يقبل بتجاوز القانون والتعدي على الغير قولا وفعلا من أي إنسان مهما كانت صفته، وقد ساءنا وآلمنا مثلما ساء غيرنا المنظر الذي رأيناه من تصرف أرعن قام به أحد منتسبي وزارة الداخلية في أحد الأسواق الشعبية، وكان الأجدر بهذا الرجل أن يكون هو وغيره ممن يمثلون هذه الوزارة المهمة التي تعنى بأمن الوطن والمواطن مثالا يحتذى في الأخلاق وضبط الأمن والالتزام بالقانون وحسن التعامل مع الآخرين، ولكن هذا العسكري شذ عن القاعدة وأخذته العزة بالإثم وتصرف بعنجهية واستغل بدلته العسكرية لإيذاء الناس والتعدي عليهم على مرأى ومسمع من الناس، دون أن يحسب حسابا لأحد، وهو لا يمثل وزارة الداخلية قطعا لأن تصرفه خارج عن المألوف.
والحق انه أثار دهشتنا واستغرابنا، ولولا كاميرا السوق لمر الأمر كأنه لم يكن، ولكرر هذا العسكري تصرفه الأهوج في مكان آخر مع الناس، واستغل بدلته العسكرية في التعدي على الغير، وهذا ما أظهرته لنا كاميرا السوق ولا شك أن ما لم نره ممن هو على شاكلة هذا العسكري المتعجرف كثير!
من هنا أقول إن من الأهمية بمكان أن يبلغ كل مواطن ومواطنة عن كل تعد على القانون يحدث أمام عينيه سواء كان من عسكري أو مدني وألا يتردد في ذلك ليستتب النظام ويعم الأمن والأمان أنحاء الوطن، ومادمنا نقول العهد الجديد فلن يفلت من العقاب والمساءلة القانونية فلن تمر مثل هذه الحادثة مرور الكرام لا شك في ذلك وسيتحمل هذا العسكري تبعت فعلته ويدفع ثمنا باهظا أهونها تسريحه من الخدمة وهذا هو الجزاء الرادع له ولمن يفعل فعلته ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتجاوز القانون، ويعتدي على الناس، وقد حذرت في مقال سابق من مثل هذه الأمور غير المألوفة التي تحدث هنا وهناك، ولقد قامت وزارة الداخلية مشكورة بإنشاء إدارة منوط بها التحقيق مع كل عسكري يتجاوز القانون وهي إدارة الرقابة والتفتيش، وترحب بكل شكوى تصل إليها من المواطنين والمقيمين وتقوم بواجبها على أكمل وجه دون محاباة، نسأل الله أن يهدي الجميع إلى طريق الرشاد، ودمتم سالمين.